هل يمكن استخدام الحيوانات بخدمة الفن؟ شاهد تجربة هذا المتحف

ستايل
نشر
5 دقائق قراءة
هل يمكن استخدام الحيوانات بالفن؟ شاهد تجربة هذا المتحف
Joseph Beuys
4/4هل يمكن استخدام الحيوانات بالفن؟ شاهد تجربة هذا المتحف

ولطالما عارض المطالبون بحقوق الإنسان الفنانين الذين يستخدمون الحيوانات في أعمالهم، مثل عرّاب فن الأداء جوزيف بايز، الذي بقي في منطقة مغلقة مع ذئب قيوط لثلاثة أيام في عرض "I Like America and America Likes Me" في العام 1974.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن متحف "سولومون غاغينهايم" الأسبوع الماضي، في مدينة نيويورك الأمريكية سحب ثلاثة أعمال فنية من أحدث معرض سينظّمه، "Art and China after 1989: Theater of the World."

أما السبب، فتمثل بالانتقادات الغاضبة من المطالبين بحقوق الحيوان، والذين اعتبروا تلك الأعمال بمثابة انتهاك لحقوق الحيوان، وذلك بحسب عريضة إلكترونية وقعها أكثر من 700 ألف شخص. 

أما تلك الأعمال "الوحشية،" فتشمل نصباً فنياً باسم "Theater of the World" للفنان هوانغ يونغ بينغز، وهو عبارة عن قبة مغلقة بداخلها الكثير من الحشرات والزواحف. وخلال العرض، تتزاوج الحيوانات وتلد وتنفق وحتى تأكل بعضها البعض. 

قد يهمك أيضاً: لماذا سمي هذا المتحف بـ "متحف الفشل"؟

أما مقطع فيديو "Dogs That Cannot Touch Each Other" منذ العام 2003 للفنانين بينغ يو وسن يوان، فيسجل أداء صوّر في العاصمة الصينية بكين، حيث ثُبت كلبان على أجهزة المشي، وهما بمواجهه شرسة بين بعضهما.

أما مقطع فيديو "A Case Study in Transference" لشي بينغ منذ العام 1994 فيسجل مقطعاً لخنزيرين، الأول كُتبت عليه كلمات إنكليزية، والثاني مغطى بكلمات صينية.

وأثارت تلك الأعمال غضب المدافعين عن حقوق الحيوان، وخصوصاً منظمة "بيتا" الأمريكية، والتي تطالب بمساواة حقوق الحيوانات، والتي قالت في تصريح إن "الأشخاص الذين يشاهدون الحيوانات المتقاتلة مع بعضها البعض، ويشعرون بالمتعة، هم أشخاص مرضى، يجب أن يرفض متحف "غاغينهايم" تلبية رغباتهم المنحرفة."

قد يهمك أيضاً: هل تعرف ماذا سيعرض هذا المتحف الذي كلّف 1.2 مليار دولار؟

أما رد الجمعية الأمريكية لمنع القسوة ضد الحيوانات (ASPCA)، فأشار إلى أن الجمعية تؤيد التعبير الفني، لكنها "تعارض بشدة استخدام أي حيوان في قطاع الفن أو الترفيه إذا كان هذا سيعني التسبب بأي ألم أو انزعاج للحيوانات." 

وكانت ردة الفعل الأولى للمتحف على التعليقات اللاذعة هي محاولة الدفاع عن فيديو "Dogs that Cannot Touch Each Other،" بالقول: "بينما قد يثير العمل الغضب، فهو يعكس السياق الفني والسياسي لزمانه ومكانه... كعمل يتحدى ويستفز من يشاهده عن قصد بهدف تفحّص وانتقاد أنظمة السلطة." 

لكن بعد عدة أيام، رضخ القيمون على المتحف للمنتقدين، وأعلنوا سحب الأعمال الثلاثة من المعرض، بسبب "قلقه على أمن موظفيه وزواره من الفنانين المشاركين فيه."

وعبر القيمون على المتحف عن "انزعاجهم" من سحب الأعمال الفنية، مؤكدين أن "حرية التعبير ستبقى دائماً ذات قيمة كبيرة لـ"غاغينهايم."

قد يهمك أيضاً: سوري يحلم بإصلاح سيارات كلاسيكية دمرتها الحرب

ولطالما عارض المطالبون بحقوق الإنسان الفنانين الذين يستخدمون الحيوانات في أعمالهم، مثل عرّاب فن الأداء جوزيف بايز، الذي بقي في منطقة مغلقة مع ذئب قيوط لثلاثة أيام في عرض "I Like America and America Likes Me" في العام 1974. 

قد يهمك أيضاً: هذا الفنان العراقي يوازي بتأثيره بيكاسو ودالي

ورغم أن متحف "غاغينهايم" لم يتمسك بحق الفنانين مثلاً بالتعبير بحرية عن آرائهم، إلا أن الأمر الأكثر إثارة للفضول هو مقدار عدم اكتراث المنتقدين لتلك العروض بأهمية حرية التعبير. 

واليوم، يعتبر مبدأ حرية التعبير أمراً نسبياً وقابلاً للنقاش، طالما حرية التعبير تعني انتقاد أمر يثمّنه المتظاهرون، لدرجة أن قول "نؤمن بحريّة التعبير، لكن.." أصبح تعبيراً يكرره غالبية الأشخاص.

ومن جهة ثانية، تظهر حادثة متحف "غاغينهايم" بحسب ما يرى البعض، طبيعة المؤسسات الثقافية المترددة التي لا تحب المجازفة، والتي تبرز عندما تواججها موجات الانتقاد المتعلقة بالشؤون الشائكة. ولا شك بأن وضع القلق على أمن رواد المتحف كحجة لسحب الأعمال الفنية يعني أن المتحف، بحسب بعض الآراء، تجنّب مواجهة منتقديه والدفاع عن وجهة نظره من جهة، وبدا وكأنه يتّهم معارضيه ومنتقديه بالتطرف والغضب، والعنف. 

وتشاهدون الأعمال التي سحبت في معرض الصور أعلاه: (اضغط على الصور لقراءة المزيد)