ما الذي يميز لوحات باراك وميشيل أوباما؟ وما تأثيرها على الثقافة الأمريكية؟

ستايل
نشر
5 دقائق قراءة
ما الذي يميز لوحات باراك وميشيل أوباما؟ وما تأثيرها على الثقافة الأمريكية؟
Credit: SAUL LOEB/AFP/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم ديانا حجاج، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة "فنانون الولايات المتحدة،" التي تعمل على تمويل الفنون الوطنية وتتخذ من شيكاغو مقراً لها. الآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN. 

الثقافة هي أداة قوية. إنها وسيلة نستطيع من خلالها أن نغير العالم، وعلى مدى ثماني سنوات، كانت لدينا إدارة رئاسية أدركت ذلك بشكل كلي.

كما أثبتا مراراً وتكراراً، برع باراك وميشيل أوباما في استخدام الثقافة للتواصل مع عامة الناس بطرق هادفة. فخلال فترة رئاسته في البيت الأبيض، قام الرئيس باراك أوباما بتناول القهوة مع ممثلين كوميديين في سياراتهم، وتوفير قائمة أغنياته المفضلة على موقع "سبوتيفاي" لعامة الشعب، وتأدية الأغنيات أمامنا عندما احتجنا لسماعها كثيراً. 

بينما قامت السيدة الأولى بغناء "الراب" لحث الأطفال على دخول الجامعة، والمشاركة في برنامج "افتح يا سمسم" من أجل نشر الوعي حول أهمية الطعام الصحي، وأدّت الكاريوكي مع المغنية ميسي إليوت، ورقصت أمام عامة الناس في برنامج "ذا تونايت شو."

معاً، حرص الثنائي على التقرب من الفنانين والموسيقيين، واستضافا العديد من الشخصيات الثقافية الرائدة في المنتديات التي قاما بتنظيمها.

ولم تتوقف مشاركتهما الثقافية هنا، إذ ملأ الزوجان منزلهما بأعمال تابعة لعدة فنانين مثل ألما ثوماس، وغلين ليغون، وويليام جونسون، ما وفرّ دلالة كافية على ذوقهما الرفيع، فضلاً عن التزامهما بأن يمثل البيت الأبيض كل الشعب.

عرف الثنائي أوباما كيفية نشر الثقافة، حتى شهدنا آنذاك، إدارة لم تخف من تحدي التقاليد، والمحافظة في الوقت ذاته على احترام حرمة الحكومة ومكاتبها، واستخدما كل الفرص المتاحة أمامهما بهدف الترويج للحياة والثقافة المعاصرة ودفعها إلى الأمام.

ما الذي يميز لوحات باراك وميشيل أوباما؟ وما تأثيرها على الثقافة الأمريكية؟
لوحة كيهيند وايلي للرئيس السابق باراك أوباما. Credit: courtesy National Portrait Gallery

واليوم، كشف النقاب عن صورهما الرسمية في معرض سميثسونيان الوطني للوحات البورتريه ليس استثناء.

واللوحتان التي رسمهما الفنانان كيهيند وايلي وإيمي شيرالد، ستتمتعان بتأثير كبير على المجتمع الأمريكي، وترمزان إلى تحول هائل في المشهد الثقافي الأمريكي – الذي كان لا بد له أن يتغير منذ زمن طويل.

واللوحتان هما أول صور رئاسية من عمل فنانين أمريكيين أفارقة، تشاركان بالمعرض، ليتضمن لأول مرة هذا الجناح في معرض سميثسونيان أعمالاً "سوداء،" تشبه في جوهرها إدارة الزوجين أوباما كأول عائلة رئاسية أمريكية أفريقية.

ويعتمد الرسامان الأمريكيان المعاصران، وايلي وشيرالد، أسلوباً معيناً لتكريم تقاليد حرفتهما، مع دفع الحدود قليلاً لخلق نمط حقيقي يناسب أسلوبهما الشخصي.

وكما هو الحال مع الزوجين أوباما، يعكس وايلي وشيرالد قدرتهما على تحقيق توازن بين الشيء المتوقع والجديد المنعش، من خلال تحويل تقاليد البورتريه الرئاسية المعتمدة، التي كانت بحاجة ماسة للتجديد والتغيير. ولهذا، فإن هذا اليوم يشكل مثالاً آخر لموقف اختار فيه عالم الفن التحرك مع المجتمع بدلاً من السماح له بالبقاء مكانه.

ما الذي يميز لوحات باراك وميشيل أوباما؟ وما تأثيرها على الثقافة الأمريكية؟
لوحة إيمي شيرالد للسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما. Credit: courtesy National Portrait Gallery

أعتقد أننا سوف نشعر بالتأثير الثقافي لعائلة أوباما في البيت الأبيض لأجيال كثيرة قادمة، إذ تمثل هذه اللوحات لحظة محورية أخرى في التراث والتاريخ الأمريكي، وبطرق عديدة، فإن كشف النقاب عن هذه اللوحات اليوم، يعطيني أملاً في أننا سنتمكن يوماً ما من العيش في بلد يمثل تنوع شعبه بطريقة حقيقية. كما آمل أيضاً أننا سنتمكن من بناء أمة تؤمن بتوفير الفرص للأشخاص الذين يستحقونها.

أتذكر كلمات الرسام التجريدي التعبيري، جيرارد ريختر، الذي يقول: "الفن هو أعلى أشكال الأمل". لطالما عدت إلى هذه الكلمات على مر السنوات، لتذكرني بأن التغيير ممكن فقط بوجود الأمل، وأن قدرة الفن على نشر الأمل لا حدود لها. أنا أتفق مع ريختر، وأجد أن مشاعره ملائمة – بشكل خاص – في سياق إدارة ارتكزت بحملتها على الأمل، وفازت.

لطالما كانت وظيفة الفن هي تسجيل الزمن، إذ أننا نصنع الفن لنروي قصصنا ونعزز تاريخنا. ولكننا أيضاً، نقوم في الكثير من الأحيان، بصنع الفن لتخيّل العالم كما ينبغي أن يكون، وليس دائماً كما هو عليه فعلاً. ليس هناك حد لقوة الأعمال الفنية التي يمكنها أن تطرح أفكاراً لمجتمع أفضل وأكثر عدلاً، فنحن هكذا نغير العالم.

ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، نعيش اليوم في لحظة توسع عميق كبلد، وهذه التطورات تأتي مع آلامها المتنامية، والتي تختبرنا كل يوم. ولكن، مع ذلك، تبقى هناك لحظات مثل هدف لوحات كهذه، بتذكيرنا أننا يمكننا أن ندفع إلى الأمام،، ويجب علينا أن نستمر بذلك. 

آن الأوان، لنشعر بالتفاؤل في المستقبل، ونلتزم ببناء هوية ثقافية، تمثل شعبنا بطريقة حقيقية، وتعكس أهدافنا، ووعودنا بصدق.