بعد 55 عاماً..طائرة التجسس لوكهيد SR-71 الأسرع في العالم منذ الحرب الباردة

ستايل
نشر
5 دقائق قراءة
بعد 55 عاماً..طائرة SR-71 الأسرع في العالم منذ الستينات
01:49
بعد 55 عاماً..طائرة SR-71 الأسرع في العالم منذ الستينات

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خلال الحرب الباردة، استطاعت طائرة الاستطلاع من طراز لوكهيد SR-71 أن تحلق أعلى وأسرع من أي طائرة أخرى، وبعد مرور 55 عاماً على إقلاعها لأول مرة، لا تزال قادرة على فعل ذلك.

وتمكنت الطائرة المصممة بسرية في أواخر الخمسينيات، من التحليق إلى أقصى ارتفاع ممكن في الفضاء، وتجاوز صاروخ موجهٍ نحوها. وتحتفظ إلى اليوم بسجل أعلى ارتفاع لرحلة أفقية، وأقصى سرعة لطائرة غير صاروخية.

بعد 55 عاماً..طائرة التجسس لوكهيد SR-71 الأسرع في العالم منذ الستينات
طائرة SR-71 خلال رحلة تجريبية أجرتها ناساCredit: NASA

وكانت لوكهيد SR-71 جزءاً من أسطول طائرات التجسس المخصصة لمراقبة حدود العدو، دون أن يتم إسقاطها أو حتى كشفها، وذلك في زمنٍ لم يعرف الأقمار الصناعية أو الطائرات بدون طيار.

واكتسبت لوكهيد SR-71 لقبها "بلاك بيرد"، أي الطائر الأسود، من طلائها الأسود، والذي يساعد على تبديد الحرارة، وتتميز بخطوط أنيقة منقوشة على هيكلها الطويل ما يجعلها تبدو مختلفة عن أي تصميمٍ سابق، ولم يفقد هذا التصميم بريقه إلى اليوم.

وقال المؤرخ في مجال الطيران ومؤلف كتاب "تصميم وتطوير بلاك بيرد"، بيتر ميرلين، خلال مقابلة هاتفية، إن الطائرة "ما زالت تبدو وكأنها شيء من المستقبل، على الرغم من أنها صممت في الخمسينيات".

وأوضح ميرلين أن الطريقة التي ينحني بها جسم الطائرة تجعلها تبدو عضويه أكثر من كونها ميكانيكية.

بعد 55 عاماً..طائرة التجسس لوكهيد SR-71 الأسرع في العالم منذ الستينات
قمرة القيادة المزدوجة لطائرة لوكهيد SR-71Credit: Space Frontiers/Archive Photos/Getty Images

وفي مايو/آيار عام 1960، أُسقطت طائرة تجسس أمريكية من طراز U-2 في المجال الجوي السوفيتي أثناء التقاطها صوراً جوية. وفي البداية، قالت الحكومة الأمريكية إنها طائرة أبحاث جوية ضالة، ولكن تفككت تلك القصة بعد أن أصدرت الحكومة السوفيتية صوراً لقائد الطائرة الذي أُلقي عليه ومعدات المراقبة داخل الطائرة.

وكان للحادث تداعيات دبلوماسية فورية للحرب الباردة، وعزز من الحاجة إلى طراز جديد من طائرات الاستطلاع التي يمكن أن تطير بشكل أسرع وأعلى.

وأشار ميرلين إلى أن وكالة المخابرات المركزية أرادت طائرة "يمكنها أن تحلق فوق ارتفاع 90 ​​ألف قدم أو نحو ذلك، بسرعة عالية وغير مرئية للرادار بقدر الإماكن".

ووقعت مهمة تصميم مثل هذه الطائرة الطموحة على عاتق كلارنس "كيلي" جونسون، أحد أعظم مصممي الطائرات في العالم، مع وحدته السريه من المهندسين من شركة لوكهيد، والتي تعرف بـ "Skunk Works". وتوفي جونسون عام 1990، وهو العام الذي تقاعدت فيه طائرات "بلاك بيرد" من الخدمة.

وعُرفت الطائرة الأصلية من أسطول "بلاك يبرد" بالـ"A-12"، وقامت برحلتها الأولى في 30 أبريل/نيسان 1962. وفي المجمل، صُنعت 13 طائرة من طراز A-12، وكانت الطائرة بمثابة برنامج سري للغاية، تديره وكالة المخابرات المركزية.

ونظراً لأن الطائرة قد صُممت للتحليق بسرعة تزيد عن آلفي ميل في الساعة، فإن الاحتكاك الجوي المحيط كان سينتج عنه ارتفاع درجة حرارة جسم الطائرة إلى حرارة تؤدي إلى إذابة هيكل الطائرة التقليدي. ولذلك كانت الطائرة مصنوعة من التيتانيوم، وهو معدن قادر على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، وهو أيضاً أخف من الفولاذ.

ولم يتم طلاء الطائرة الأولية، مما ترك هيكلها الخارجي بلون التيتانيوم الفضي. وتم طلاء الطائرة لأول مرة باللون الأسود في عام 1964، بعد ملاحظة أن الطلاء الأسود، الذي يمتص الحرارة وينبعث منها بكفاءة، سيساعد على خفض درجة حرارة هيكل الطائرة بأكمله. وهكذا ولد "الطائر الأسود".

وفي عام 1976، حققت لوكهيد SR-71 السجلات التي لا تزال تحتفظ بها، وهي التحليق على ارتفاع مستمر يبلغ 85 ألف و69 قدم، والوصول إلى سرعة قصوى تبلغ ألفين و193.2 ميلًا في الساعة، أو ماخ 3.3. وفي عام 1990، توقف البرنامج مع إعادة إحيائه لمدة قصيرة في منتصف التسعينيات، بعد أن توفرت تقنيات مثل أقمار التجسس والطائرات بدون طيار، وأثبتت إمكانية الوصول الفوري إلى بيانات المراقبة.

وحلقت آخر طائرة من طراز SR-71 بواسطة وكالة ناسا في عام 1999، واستخدمت ناسا طائرتين من أجل إجراء أبحاث طيران عالية السرعة وعالية الارتفاع. ومنذ ذلك الحين، شقت الطائرات المتبقية من أسطول "بلاك بيرد" طريقها إلى المتاحف.

 

نشر