دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تكون رؤية "حدائق بابل المعلقة" مجرد حلم بعيد، ولكن قد تستطيع رؤية نسخة عصرية منها في دبي في المستقبل، إذ تُخطط المدينة لإنشاء مشروع جديد يُدعى "الحديقة المعلقة".
وعند اقتراب عام 2018 من النهاية، تقدمت هيئة الطرق والمواصلات "RTA" لشركة "LWK + PARTNERS" للهندسة المعمارية معبرةً عن رغبتها في العمل على عدة مشاريع لإنشاء مساحات عامة في أنحاء دبي.
وذكرت الهيئة رغبتها في إنشاء العديد من الجسور المخصصة للمشاة في عدة مناطق، ومنها خور دبي.
وفي مقابلة عبر الهاتف، أشار مدير التصميم في "LWK + PARTNERS" والمصمم الرئيسي لمشروع الحديقة المعلقة في دبي، كوروش صالحي، لموقع CNN بالعربية، إلى أنهم كانوا يخططون لتصميم جسر عادي للمشاة فقط. ولكن، تغيرت الفكرة لدى إلقائهم نظرة على الموقع المستقبلي للمشروع.
وفي حديثه عن خور دبي، أشار صالحي إلى أنه من أكثر المناطق إثارة للاهتمام في دبي بسبب مكانته التاريخية في مجال التجارة، مضيفاً أنه يتميز بالجمال أيضاً، وقال: "فكرنا أن هذه فرصة جيدة يجب عدم تفويتها. ولذلك، قررنا إنشاء ما نستطيع مناداته بجسر حيّ".
من وحي أعجوبة قديمة، ولكن بطابع عصري
وخلال مرحلة التصميم، أدرك أفراد طاقم العمل أن المشروع أصبح بمثابة"واحة مُعلقة" بعد أن قرروا إضفاء مساحات خضراء فيه، خصوصاً أنه كان معلقاً فوق الماء، وخطرت في بالهم عندها إحدى عجائب الدنيا السبع، وهي حدائق بابل المعلقة.
وقال صالحي: "وجود إعادة تمثيل لذلك كمفهوم سيكون أمراً رائعاً".
ولن يكون الجسر مجرد وسيلة للتنقل بين جانبي خور دبي، فهو قد يتحول إلى وجهة بحد ذاته.
وأوضح صالحي قائلاً: "قد يذهب الأشخاص إليه لأنه مكان للزيارة، ولمقابلة بعضهم البعض، وقضاء الوقت فيه".
ولن يُخصص الجسر للمشاة فقط، إذ أنه سيتضمن مسارات خاصة لراكبي الدراجات، والراغبين بممارسة رياضة الجري.
كيف ستكون الحديقة المعلقة بدبي صديقة للبيئة؟
ومن أهداف شركة "LWK + PARTNERS" هي تصميم حلول مستدامة لمختلف المجتمعات حول العالم، ويتجسد ذلك في تصميم الحديقة المعلقة بدبي.
وليست المساحات الخضراء التي ستتواجد على الجسر الجانب الوحيد الذي يعكس مبادئ التصميم المستدام.
ويتضمن تصميم المشروع شراعين يصل طول كل منهما إلى 20 متراً تقريباً، وهما يقومان بتوجيه الهواء البارد من الأعلى إلى الأسفل من أجل التبريد بشكل طبيعي.
وأضاف صالحي أن الأشرعة سوف تُصنع من قماش خاص له القدرة على تشتيت أشعة الشمس.
ويرى صالحي أن الحديقة المعلقة سوف تؤثر بشكل إيجابي على السياحة في دبي، مشيراً إلى أن هذا الجسر هو الأول من نوعه في المدينة.
وأوضح صالحي أنه لا توجد في دبي حالياً أي منصات خاصة للمشاة يستطيعون من خلالها الاستمتاع بالقنوات المائية الجميلة في أرجاء المدينة، مشيراً إلى أن جانب الاستدامة، سيكون عامل جذب آخر أيضاً للزوار.