دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مع مرور الوقت، تجد المراكز التجارية مليئة بأحدث صيحات الأثواب التي تسعى إلى محاكاة جميع الأذواق.. ولكن، هل سبق أن سألت نفسك عن شكل التصاميم قبل ثورة العصر الحديث واكتشاف النفط؟
ولطالما كانت الكاتبة والباحثة العراقية، ريم المتولي، وهي مؤسسة مبادرة "زي"، تهتم بتطور تصاميم الأثواب عبر الزمن، وبالتحديد في دولة الإمارات العربية المتحدة، الأمر الذي دفعها إلى إجراء بحث متعمق وشق طريقها إلى عالم الأزياء.
وخلال عملها على شهادة الدكتوراه، وجدت المتولي نفسها تجمع الأثواب الإماراتية، لتقدمها فيما بعد في أطروحة، عنوانها "سلطاني، تقاليد متجددة: تغيرات اللباس الإماراتي للمرأة في الإمارات العربية المتحدة، خلال فترة حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من 1966 إلى 2004".
ورصدت المتولي مجموعتها الكاملة داخل كتابها "سلطاني: تقاليد متجددة"، الذي صدر عام 2011. وبمجرد ما أن لاحظت تأثير كتابها على العديد من المتابعين، قررت نشر التراث الوطني والثقافة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتحديد من خلال حساب "Sultanibookuae"، عبر موقع "إنستغرام".
ومن هنا، نجحت مؤسسة مبادرة "زي" في خلق منصة تفاعلية يومية، يكون فيها الحوار مباشراً مع المتابعين من حول العالم، عن المجموعة التي تحمل أهمية ثقافية وتاريخية.
وبعد أن تواصلت المتولي مع جمهور أكبر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لجمع الحقائق والمستندات، استطاعت بدورها العمل على أرشيف رقمي، يُعرف باسم مبادرة "زي".
وتشعر ريم بالامتنان لوجود التكنولوجيا الحديثة اليوم، إذ ساعدت مبادرة "زي" في الحفاظ على تراث وثقافة الملابس العربية من الضياع.
وتطورت الأزياء إلى حد كبير، في دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة التي تلت اكتشاف النفط بالمنطقة، مما أسفر عن إنشاء ثقافة عنوانها التحضر والعولمة.
وتحتضن مجموعة المتولي أثواباً إماراتية بسيطة، تنتمي بعضها إلى أفراد من الأسر الحاكمة، فالعديد من هذه الملابس تعكس تصاميم مختلفة ومتغيرة عبر عقود طويلة، حتى قبل اتحاد الإمارات.
وتعتبر المتولي أن مجموعة الملابس، التي تعكس تراث الإمارات، هي بمثابة مصدر فخر بالنسبة لها.. وأمضت ساعات وأيام طويلة بحثاً عن أثواب إماراتية، تحمل بين طياتها قصص نساء، وتعود إلى فترة ما قبل فترة اكتشاف النفط، أي منذ عام 1940، حتى يومنا هذا.
وكانت هذه المبادرة قد لاقت إعجاب العديد من الأشخاص، بحيث زرعت الفضول والرغبة في التعرّف إلى ملمس الملابس الإماراتية، وتحسس أقمشتها، والاستمتاع بجمال ألوانها.
وفي حديث مؤسسة المبادرة مع موقع CNN بالعربية، قالت: "يجب أن نقدم التقدير لهذه القطع التي تروي قصصاً عن حياة العرب، وبالتحديد النساء.. وبذلك، تسعى مبادرة زي للحفاظ على جزء صغير من التاريخ العربي".
وتسعى مبادرة "زي" إلى إتاحة أرشيف الملابس لجميع الأشخاص، وتمكين النساء من خلال سرد قصصهن المختلفة، عن طريق معارض، ومنشآت، ومقالات، وأفلام وثائقية مختلفة، بغية تعريف الأجيال العربية الشابة إلى جذورها.