مبان تاريخية أثرية من حول العالم.. انظر كيف تغيرت عبر القرون

ستايل
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من مدينة مكسيكو إلى عاصمة بكين الصينية، تغيرت العديد من المباني حول العالم، فأصبحت ساحات القتال، على سبيل المثال، أرضاً للتجمع السياسي. كما تجد أن المباني، التي احتفلت بسقوط الملوك أو القادة سابقاً، قد وظفت لمهام أخرى مفاجئة.

وقال أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة إدنبرة، إد هوليس، وهو صاحب كتاب "الحياة السرية للمباني"، الذي يسلط الضوء على الهياكل التي تغيرت جذرياً عبر الأجيال، إن "العالم الذي نعيش فيه قد صممه أشخاص لم يكونوا مثلنا". فكان مصير المباني القديمة، التي تحولت عبر عصور مختلفة، إما التطور أو الدمار أو إعادة البناء.

 

البارثينون في مدينة أثينا
البارثينون في مدينة أثينا Credit: Meston/Archive Photos/Getty Images

على سبيل المثال، كان البارثينون معبداً للآلهة أثينا، قبل أن يُستخدم لاحقاً ككنيسة، ومسجد، وخزانة، ومتجر ذخيرة، ومتحف، ومركز للجنود، وغيرها.

ليس ذلك فحسب، وإنما استخدم الكولوسيوم لتقديم عروض القتال، وأنواع أخرى من الترفيه التي تتمحور حول صيد وقتل الحيوانات البرية.

ففي عاصمة روما الإيطالية، من المستحيل التجول دون رؤية أي أدلة ترمز للحضارات القديمة على جدرانها، حيث يُعرّف المؤرخون المعماريون الأبنية المعاد تدويرها والمداخل والمعالم الأثرية باسم "Spolia".

الكولوسيوم في مدينة روما الإيطالية
الكولوسيوم في مدينة روما الإيطاليةتصوير: Credit: LAURENT EMMANUEL/AFP/AFP via Getty Images

وأوضح هوليس أن إسطنبول، وهي مركز الإمبراطوريتين الرومانية والعثمانية، "تعيد البناء بشكل أفضل"، مضيفاً أن "كل عملية إصلاحية أو استبدالية هي نوع من أنواع التحول، إذ لا يستطيع أحد إعادة أي شيء على حاله السابق".

ويعتقد هوليس أن المباني، التي تظهر عليها علامات النضال وندوب المقاومة، هي في الواقع من أكثر المباني روعة.

على سبيل المثال، تروي كنيسة "سان ماركو" في مدينة البندقية قصصاً رائعة عن الصراع الدولي. ففي أعقاب حصار القسطنطينية عام 1204، قام المجتاحين لسكان البندقية بنهب حجارة البناء التي شكلت ميدان "هيبودروم" لسباق الخيل، قبل نقلها لبناء كنيسة "سان ماركو".

كنيسة "سان ماركو" في مدينة البندقية
كنيسة "سان ماركو" في مدينة البندقية تصوير: Credit: Keystone Features/Hulton Archive/Getty Images

ويروي هوليس قصة كاتدرائية وجامع قرطبة، وهي مدينة تقع في جنوب إسبانيا، حيث كانت تحت أيدي الحكام المسلمين والمسيحيين لسنوات طويلة. وأخيراً، تطورت الكنيسة الكاثوليكية الصغيرة لتصبح مسجداً عملاقاً بُني من قبل السلالة الأموية.

وفي وقت لاحق، تم تقسيمه ليصبح نصف كنيسة ونصف مسجد. وكان العديد من الفنانين المسلمين والمسيحيين قد ساهموا في إضافة لمساتهم للهيكل الأصلي، حتى أواخر القرن الثامن عشر، حيث تمكن الزوار اليوم من ملاحظة الأعمدة غير المتطابقة، التي نُهبت من مبانٍ أخرى.

كاتدرائية - جامع قرطبة في إسبانيا
كاتدرائية - جامع قرطبة في إسبانيا تصوير: Credit: Sean Gallup/Getty Images Europe/Getty Images

واليوم، تعود ظاهرة إعادة البناء، خاصة بعد وقوع الأزمة المالية العالمية في عام 2008. فعلى سبيل المثال، هناك العديد من المشاريع التي ساهمت ببناء مسارح من مصانع قديمة، كمسرح "Sala Beckett" في مدينة برشلونة الإسبانية، وتصميم معارض من بنوك مختلفة، مثل متحف "SALT Galata" في العاصمة التركية، إسطنبول.  

نشر