دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- متاهات ملونة؟ أم صور مجهرية مقربة مأخوذة لمختلف الكائنات؟ عندما تنظر إلى هذه الصور، قد يصعب عليك معرفة ما تنظر إليه بالتحديد. ولكن، إذا كنت من سكان دبي، أو من الأشخاص الذين زاروا المدينة من قبل، ستكتشف أن هذه الصور توثق مشاهد قد رأيتها بالفعل، حتى لو كنت لا تتذكر ذلك.
وفي عام 2019، زار المصور الفني والمعماري المقيم في نيويورك، أندرو بروكوس، دولة الإمارات، ما أعطاه فرصة لتوثيق مجموعة من الصور شكلت لاحقاً سلسلة فوتوغرافية زاهية الألوان بعنوان "Inverted UAE".
"طيف مختلف من الألوان"
وخلال العام الماضي، تلقى بروكوس دعوة من سفارة الإمارات في واشنطن، ومنظمة "Meridian" الدولية ليكون جزءاً من وفد معماري متجه إلى الإمارات.
وقال بروكس في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "كان الأمر مشوقاً للغاية، إذ أنني كنت أنوي التصوير في دبي لأعوام، ولكني لم أتمكن أبداً من الذهاب هناك بمفردي".
وبعد قضاء 8 أيام في استكشاف البلاد مع الوفد، الذي تضمن مختلف المصورين والمعماريين الكتّاب، وزيارة المعارض الفنية، ومعالم مثل برج خليفة، ومتحف اللوفر أبوظبي، قرر المصور البقاء في البلاد ليتمكن من التصوير بمفرده.
وجاء الإلهام لسلسلة "Inverted UAE" أثناء التصوير في إحدى المواقع التي خطط زيارتها، إذ أوضح قائلاً: "وجدت أن المشاهد المقربة للمباني الحديثة التي كنا نزورها مثيرة للاهتمام".
وعند نظره إلى الصور التي التقطها، قرّر بروكوس اللجوء إلى عرض الصور بحالتها السلبية بدلاً من الإيجابية.
وقال المصور: "كان هذا قراراً كبيراُ ومخاطرة، لأنه كان جهداً واعياً لأخذ الصور بعيداً عما هو مألوف، ونحو منطقة غير مألوفة قد تجعل بعض الأشخاص يشعرون بعدم الراحة".
ومع ذلك، أكد المصور أن عرض الصور في حالتها السلبية لا تكشف عن "طيف مختلف من الألوان فحسب، بل إنه يسمح للمشاهد برؤية الصورة دون أي من التوقعات التي نضعها على الصور العادية الإيجابية".
ومن خلال صوره، سيرى المرء مباني مثل برج ديرة في دبي الذي بني في عام 1979.
وتتضمن الواجهة المنحنية للمبنى شرفات ذات زخارف إسلامية حمراء اللون، وهذا ما يعطي الصورة لونها الأزرق السماوي الجميل بحالتها السلبية، بحسب ما ذكره المصور.
وتتضمن صوره أيضاً مختلف الأبراج على طول شارع الشيخ زايد، إلى جانب أبراج الإمارات، وبرج خليفة، وبرج العرب.
ألوان "سريالية"
وبما أنه بدأ مهنته في التصوير باستخدام الكاميرات الفلمية، أشار بروكوس إلى كونه خبيراً فيما يتعلق بالتصوير السلبي.
وقال بروكوس: "أنا مهتم جداً بإثارة رد فعل بصري وعاطفي لدى المشاهد، وهذه طريقة للقيام بذلك".
وأكد المصور: "شخصياً، أنا منجذب للغاية تجاه الألوان، ولا أخشى استخدام الألوان الزاهية في أعمالي".
ومن المحتمل أن يفترض الأشخاص أن سلسلته ناتجة عن استخدام تأثيرات خاصة، ولكن، أكد المصور أنها في الواقع نتيجة "قلب الصور إلى ألوانها التكميلية".
ولذلك، "تصبح الألوان المألوفة سريالية، ولكنها لا تزال تتوافق مع الألوان الموجودة في الصورة الإيجابية".