دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كانت أزياء الهالوين في النصف الأول من القرن العشرين مرعبة. واختار الأشخاص غالباً الأزياء الأكثر رعباً بدلاً من الأزياء المستوحاة من ثقافة "البوب" التي نراها اليوم، وفقاً لما ذكرته المؤلفة التي كتبت عن تاريخ الهالوين بشكل واسع، ليزلي باناتين.
وفي مقابلة عبر الهاتف، قالت باناتين: "قبل أن تتطور إلى المناسبة الاحتفالية الصديقة للأسرة التي نعرفها، كان الـ31 من أكتوبر/تشرين الأول، مرتبطاً بشكل وثيق بالأشباح والخرافات".
جذور قديمة
ويعود أصل أزياء الهالوين إلى أكثر من ألفين عام.
ويعتبر المؤرخون أن مهرجان "سامهاين"، والذي كان بمثابة مؤشر على نهاية الصيف وبداية النصف "الأكثر ظلمة" من العام في الجزر البريطانية، كان سابقاً للهالوين.
وخلال المهرجان، اعتُقد أن عالم الآلهة يصبح مرئياً للبشر، ما يؤدي إلى حوادث خارقة للطبيعة.
وقدم بعض الأشخاص الأطعمة إلى الآلهة، بينما ارتدى آخرون أزياء تنكرية، مثل جلود الحيوانات ورؤوسها، حتى تظن الأرواح أنهم منها، وأنهم ليسوا بشراً.
التأثير الأمريكي
وعندما بدأت الموجة الأولى من المهاجرين الأيرلنديين والاسكتلنديين الوصول إلى الولايات المتحدة في القرن الثامن عشر، هاجرت معهم خرافات الهالوين، وتقاليدها، وأزيائها.
وبمجرد دخول الهالوين إلى الثقافة الأمريكية، انتشرت شعبيته بسرعة كبيرة، وفقاً لمؤرخة الموضة ومديرة برنامج ماجستير دراسات الأزياء في جامعة نيويورك، نانسي ديهل.
وقالت ديهل في مقابلة عبر الهاتف: "اعتنق الأشخاص في المناطق الريفية بأمريكا جذورها الوثنية حقاً، وفكرتها كمناسبة قاتمة تتمحور حول الموت".
وارتدى الأشخاص ملابس مخيفة مصنوعة في المنزل، وكان عدم كشف المرء عن هويته "جزءاً كبيراً من الأزياء".
وبحلول عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، كان الأشخاص يقيمون حفلات تنكرية سنوية لعيد الهالوين تستهدف البالغين والأطفال على حدٍ سواء.
وشهدت تلك العقود أيضاً ظهور أزياء متأثرة بالثقافة الشعبية، إلى جانب أولى شركات تصنيع الأزياء التنكرية الكبرى.
وأصبحت مقالب الهالوين أمراً شائعاً في أمريكا لدرجة أنها تحولت إلى التخريب وأعمال شغب.
وفي محاولة لتثبيط الضرر الإجرامي، حاول مسؤولون محليون إعادة صياغة المناسبة، وجعل جانب التنكر منها مخصصاً للأطفال.
وبعد الحرب العالمية الثانية، عندما جلب التلفاز ثقافة البوب إلى منازل العائلات، أصبحت أزياء الهالوين تتضمن الأبطال الخارقين بشكل متزايد.
إزالة الأقنعة
وفي هذا الوقت تقريباً، بدأ البالغون في ارتداء أزياء عيد الهالوين مجدداً، وفقاً لديهل.
وشهدت الستينيات تحولاً في الطريقة التي تنكر بها الأشخاص للهالوين، وقالت ديهل: "بدأ البالغون على وجه الخصوص بالتخلص من الأقنعة والتغطية الكاملة، واختاروا إظهار وجوههم".
ولكن، كان لا يزال هناك مساحة للأزياء المخيفة، وهو أمر شجعته العديد من أفلام الرعب التي بدأت بالظهور في السبعينيات والثمانينيات، مثل "Halloween"، و"A Nightmare on Elm Street".