دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تواجه مدن اليوم العديد من التحديات التي تتراوح بين الازدحام المروري، ومكبات النفايات المتكدسة، وصولاً إلى الإسكان الباهظ التكلفة، وزيادة عدم المساواة. وبدون اتخاذ إجراءات عملية لمعالجتها، ستتفاقم هذه التحديات إلى مستويات يصعب حلها.
وتتوقع منظمة الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2050، سيصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة.
ومن المتوقع أن يعيش نحو 70% من الناس في المناطق الحضرية، مما يشكل ضغطاً أكبر على المدن والبيئة.
ونظراً لأنه من المتوقع أن يكون التحضر أسرع في البلدان منخفضة الدخل، تحذر الأمم المتحدة من أن العديد من المدن ستواجه تحديات لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من سكانها، بما في ذلك توفير السكن الملائم، ووسائل النقل، وأنظمة الطاقة.
وفي الوقت ذاته، تساهم المدن بشكل رئيسي في أزمة تغير المناخ، فهي مسؤولة عن ما يقدر بثلاثة أرباع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.
ولمعالجة هذة الأزمة، توصل المهندسون المعماريون والمصممين إلى حلول مبتكرة، من المزارع العمودية، والصوبات الزراعية، والسيارات ذاتية القيادة، وأنظمة إعادة التدوير تحت الأرض، لجعل مدن المستقبل أكثر ذكاء واستدامة.
وبينما لا تزال بعض مدن المستقبل مجرد تصميمات على الورق، إلا أن مدن أخرى أصبحت واقعاً على الأرض.
وفيما يلي، إلق نظرة على ملامح بعض مدن المستقبل
"المدينة المستدامة" في دبي، الإمارات العربية المتحدة
صُممت المدينة المستدامة التي تبلغ مساحتها 5 ملايين قدم مربع في دبي بحيث تستهلك صفراً من الطاقة الصافية، ولديها القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وتضم المدينة المستدامة في دبي 500 منزل (فيلا)، وجميع أسطحها مغطاة بالألواح الشمسية. وتتم إعادة تدوير المياه في الموقع، ولا وجود للسيارات، ويقوم المجمع بزراعة الخضار والفاكهة الخاصة به داخل 11 صوبة بيولوجية.
"مدينة الغابات الذكية" في المكسيك
وصمم المعماري الإيطالي ستيفانو بويري أركيتيتي "مدينة الغابات" هذه لاستيعاب 130 ألف ساكن في كانكون بالمكسيك. وكما يوضح المخطط، المدينة تحيط بها حلقة من الألواح الشمسية وحقول الزراعة، والتي سيتم ريها من خلال قناة مائية تتصل بأنبوب تحت الماء.
وصُممت المدينة لتحتضن 400 هكتار من المساحات الخضراء، وتتضمن 7.5 مليون نبتة و260 ألف شجرة، ما يعني توفر أكثر من شجرتين لكل ساكن. ويقول المهندسون المعماريون إن المدينة ستمتص 116 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
مدينة "إيكو أتلانتيك" في نيجيريا
تعد مدينة "إيكو أتلانتيك" في نيجيريا بمثابة مشروع طموح، بتكلفة تقدر بمليارات الدولارات، يهدف إلى تطوير لاغوس، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في نيجيريا. ويهدف المطورون أن تصبح المركز المالي الجديد للبلاد، وتستقطب 150 ألف شخص يومياً.
وبُنيت مدينة "إيكو أتلانتيك" على مساحة 10 كيلومترات مربعة من الأراضي المستصلحة من المحيط الأطلسي، كما هو موضح في صورة القمر الصناعي أعلاه.
ويقول المطورون إن جداراً بحرياً سيحمي جزيرة فيكتوريا القريبة من تآكل السواحل، ولكن النقاد يزعمون أن الجدار قد يؤدي إلى تفاقم الظروف المناخية في المناطق المجاورة.
مدينة "نيو كلارك" في الفلبين
وفي عام 2018، بدأ العمل في مدينة جديدة في الفلبين تهدف إلى أن تكون خالية من التلوث وقادرة على الصمود في وجه الكوارث الطبيعية.
ولا تزال مدينة "نيو كلارك" قيد الإنشاء، على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال العاصمة مانيلا.
ويتم بناء مدينة "نيو كلارك" كمدينة "احتياطية"، حيث لا يزال بإمكان المكاتب الحكومية العمل في حالة تعرض العاصمة مانيلا لكارثة طبيعية مثل الزلازل، أو الأعاصير أو الفيضانات.
وتتضمن خطط جعل المدينة خالية من التلوث استخدام الطاقة الخضراء، وتشييد المباني التي تستهلك القليل من الطاقة.
ومن المتوقع أن تكتمل المرحلة الأولى من التطوير في عام 2022.
"AI CITY"، الصين
ورغم أنها ليست مدينة بأكملها، ولكنها لا تزال مثيرة للإعجاب، وقامت مجموعة "Bjarke Ingels Group" بتصميم حرم جامعي عالي التقنية لشركة التكنولوجيا "Terminus Group"، في الصين.
ويقع المشروع "AI CITY" في مدينة تشونغتشينغ والمعروفة باسم "المدينة الجبلية"، وهو مصمم ليتم تشغيله بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وسيتم تشغيل نظام ذكي للدراجات الإلكترونية، والمركبات الآلية، والسيارات ذاتية القيادة في جميع أنحاء الحرم الجامعي.
وستتم برمجة كل فناء في مشروع"AI CITY" لاستضافة الأنشطة العامة مثل الأحداث الرياضية، والمعارض الفنية، ومعارض المنتجات.
ويتيح موقعه بين الجبال حماية المباني من أشعة الشمس، وسيكون هناك أيضاً أسطح متدلية لحماية الأماكن العامة من ظروف الطقس.
"أمارافاتي" في الهند
ويتم بناء مدينة أمارافاتي في ولاية أندرا براديش جنوب الهند بهدف أن تصبح واحدة من أكثر المدن استدامة في العالم.
وستغطى نسبة 60% على الأقل من المدينة بالمساحات الخضراء أو المياه، وتاريخ الانتهاء التقديري هو عام 2025.
وستعمل الطاقة الشمسية على تشغيل جميع المباني في مدينة "أمارافاتي"، بينما سيشمل نظام النقل سيارات كهربائية وسيارات أجرة مائية.
وسيكون المجمع الحكومي، في الصورة أعلاه، نقطة محورية في المدينة.
ويقود المشروع شركة الهندسة المعمارية البريطانية، "فوستر آند بارتنرز".