دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يجعل التغير المناخي المدن أكثر عرضة للفيضانات. ومن المتوقع أن ترتفع مستويات البحر بين قدمين و7 أقدام (0.61 متر إلى 2.1 متر) على مدار القرن، وبحلول عام 2100، قد يعيش ما لا يقل عن 190 مليون شخص في مناطق تقع تحت خط المد المرتفع المتوقع، وفقاً لدراسة من عام 2019.
وحذرت الدراسة أنه في حال ثبتت نتائجها، "يجب على المجتمعات الساحلية حول العالم أن تحضر نفسها لمستقبل أكثر صعوبة، مما هو متوقع حالياً".
واستنتج بحث منفصل أنه إذا لم يفعل العالم شيئاً للتخفيف من ارتفاع مستوى سطح البحر، ستؤدي الفيضانات الساحلية لأضرار تصل إلى 20% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2100.
ويُغير خطر الفيضانات طرق بناء المدن، ويحرص المهندسون المعماريون على جعل تصاميمهم تتكيف مع هذا الواقع المناخي الجديد.
وباستخدام مواد مستدامة، وتقنيات مبتكرة، قد تزداد أهمية هذه التصاميم من حول العالم في مستقبلٍ قد تكون فيه الفيضانات واسعة الانتشار.
وإليكم بعض من أكثر التصاميم المبتكرة لمقاومة الفيضانات حول العالم:
سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة
تُعد منطقة "إمباركاديرو" واحدة من أكثر المناطق المحبوبة بين سكان سان فرانسيسكو، ولكنها أيضاً واحدة من أكثر الأماكن التاريخية المهددة في البلاد، فهي عرضة للزلازل وارتفاع مستوى سطح البحر.
وفي سبتمبر/أيلول، أطلقت شركة "Heatherwick Studio"، ومقرها في لندن، رؤيتها في تصميم يُدعى "The Cove".
ومن شأن هذا التصميم توفير حماية مستقبلية من الفيضانات، إضافةً إلى توفير مركز اجتماعي جديد، ومنتزه بيئي.
مانهاوزن، النرويج
وعلى حافة الدائرة القطبية الشمالية في جزيرة مانهاوزن النائية شمال النرويج، تقع سلسلة من الكبائن التي بنتها شركة "Snorre Stinessen Arkitektur".
وصُممت هذه الكبائن لتحمل الظروف الجوية القاسية، ويتم دعم كل واحدة بواسطة ركائز متينة وُضعت وفقاً لارتفاع الأمواج، وارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع.
وتستطيع الكبائن استيعاب ما يصل إلى 5 أشخاص، وهي صُممت لتكون مستدامة.
مارلو، المملكة المتحدة
وتتخصص شركة "Baca Architects" في العمارة المائية (aquatecture)، أي البناء في المياه، أو فوقها، أو بالقرب منها.
وتُعرف الشركة بمشروع "Amphibious House" الذي بني على ضفاف نهر "تايمز" في عام 2016.
وبهدف الحماية من فيضانات المنطقة، يتمكن المنزل من الطفو فوق سطح الماء، إذ أنه يكون في الأرض في ظل الظروف الجافة، ثم يصبح عائماً خلال الفيضانات.
مدينة "أوشينيكس"
وكشفت شركة "BIG" المعمارية الخاصة بالمهندس المعماري الدنماركي، بيارك إنجلز، عن مفهوم لمدينة عائمة تحتضن 10 آلاف شخص، وهي تهدف لمساعدة السكان المهددين بسبب الطقس القاسي، وارتفاع مستويات سطح البحر.
وتتكون "Oceanix City" من عدة جزر تتجمع معاً مثل القرى، وهي ثابتة في مكانها.
وصممت المدينة لتكون مكتفية ذاتياً، مع أسطحها الشمسية التي تولد الطاقة، ومساحات الزراعة فيها.
بامبلونا، إسبانيا
وقامت شركة الهندسة المعمارية "Aldayjover" ببناء حديقة مساحتها 62 فداناً (250 ألف متر مربع تقريباً) تقع داخل بالقرب من نهر "أرجا".
واستُخدمت الأرض بشكل نادر بسبب الفيضانات الشديدة، ولكن الآن، يستخدم السكان المحليون المنطقة للزراعة، والمشي، وكملعب لمدة 95% من العام، وفقاً للشركة.
وتجتاحها المياه خلال موسم الفيضانات.
كوبنهاغن، الدنمارك
ويستخدم "Soul of Nørrebro"، وهو مشروع من قبل شركة "SLA" التي يقع مقرها في كوبنهاغن، الأمطار الغزيرة المتكررة في المدينة لتغذية الأراضي الرطبة الحضرية، والتي تنظف وتنقي المياه مع خلق مساحة للتفاعل الثقافي والاجتماعي في الوقت ذاته. ومن المقرر الانتهاء من بناء المشروع في عام 2024، وفقاً للشركة.
أمستردام، هولندا
وتقع "IJburg"، وهي منطقة سكنية عائمة كبيرة صممتها شركة "Marlies Rohmer Architects"، على بحيرة في شرق أمستردام.
ويتكون المشروع، الذي اكتمل في عام 2015، من 158 منزلاً بجانب الماء موزعة على جزر اصطناعية، وتكون كل منها مثبتة بقاع البحيرة.
هامبورغ، ألمانيا
ويقع مشروع "HafenCity"، الذي تبلغ مساحته 160 هكتاراً، في مناطق الميناء القديمة في هامبورغ بمنطقة الفيضانات في نهر "إلبه".
ومن المقرر أن يكتمل تصميم المشروع في عام 2025، وعبره، تهدف شركة "KCAP" لتحويل المنطقة المهجورة إلى مركز حيوي.
وشُيدت المباني على قواعد تعلو عن مستوى سطح البحر بـ8 أمتار لمنع الأضرار الناجمة عن الفيضانات.
شينزين، الصين
وبالشراكة مع مهندسي المناظر الطبيعية "Felixx"، صممت شركة "KCAP" مشروع "East Dike".
واستخدم المشروع ثلاثة سدود لاستعادة خط الساحل الذي يبلغ طوله 130 كيلومتراً في دابينغ، وهي شبه جزيرة في الخليج بين هونغ كونغ وشينزين، وذلك بعد أن ضربها إعصار"Mangkhut" في عام 2018.
بوفورت، ماليزيا
وتقع مدرسة "إتانيا ماتاكانا" في بوفورت على طول نهر معرض لخطر الفيضانات الشديدة.
وصممت "BillionBricks"، وهي منظمة غير ربحية تبتكر ملاجئ للفئات الضعيفة، فصول دراسية خفيفة الوزن مدعومة بحاويات شحن، وهي تحميهم من الفيضانات، وتحافظ على وجود نسيم طبيعي في الوقت ذاته.
وأشارت المنظمة إلى أن المدرسة استُخدمت لعامين، وأنها وفرت التعليم لـ350 طالباً من أطفال العمال المهاجرين.