ليس لها علاقة بالجنس.. قد يكون هذا الغرض الحقيقي وراء تماثيل "فينوس" الأيقونية من العصر الحجري

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اقترحت نظرية جديدة حول تماثيل "فينوس" (Venus) الأيقونية أن التماثيل تجسد كيف أثر تغير المناخ على البشر منذ أكثر من 30 ألف عام. 

وتُعد "فينوس" تماثيل صغيرة تجسد نساء بدينات، وحتى الآن، اعتُقد أنها ارتبطت بالخصوبة والجمال. 

واقترحت دراسة حديثة نُشرت في "Obesity" أن التماثيل هي طواطم للبقاء على قيد الحياة في الظروف القاسية.

على عكس تحديات الاحتباس الحراري التي يواجهها الناس اليوم، عانى البشر منذ 38 ألف إلى 14 ألف عام من درجات حرارة أكثر برودة بسبب تقدم الأنهار الجليدية. 

ليس لها علاقة بالجنس.. قد تكون هذه الحقيقة وراء هذه التماثيل الأيقونية من العصر الحجري
صورة لتمثال "فينوس ويلندورف". Credit: Natural History Museum Vienna

وصعّب ذلك الأمر على الناس تلبية احتياجاتهم الغذائية، وبدأت أعداد السكان تتضاءل، بحسب الدراسة.

وقال مؤلف الدراسة، الدكتور ريتشارد جونسون، وهو أستاذ طب بكلية الطب بجامعة كولورادو، إن الدهون هي شكل من أشكال الطاقة المخزنة، ويمكن للدهون أن تكون منقذة للحياة عندما لا يتوفر الطعام، وخاصة بالنسبة للنساء الحوامل.

وذكر جونسون: "تشير دراساتنا إلى أن هذه التماثيل لا تمثل طواطم جنسية، أو تجسيداً لرغبة الذكور، بل هي وسيلة لتوفير القوة للأمومة حتى في أكثر المواقف صعوبة".

البقاء على قيد الحياة بظل ظروف قاسية

وأخذ الباحثون قياسات بين الخصر والورك، والخصر والأكتاف لجميع تماثيل "فينوس" المعروفة، والتي عُثر عليها على مدى مئات الأعوام في جميع أنحاء أوروبا، وغرب روسيا. 

وبعد مقارنة القياسات بالمواقع الجغرافية التي عُثرت فيها كل منحوتة، اكتشف الفريق أنه تم العثور على المزيد من التماثيل الأكثر بدانة شمالاً بالقرب من الأنهار الجليدية.

وكلما كانت التماثيل أكثر بعداً عن الأنهار الجليدية، كانت أبعاد أجسامها أقل وضوحاً، بحسب ما ذكره جونسون.

ومن خلال هذه البيانات، استنتج الباحثون أن تماثيل "فينوس" يمكن أن تمثل أكثر من مجرد فن يتعلق بالخصوبة. 

وذكر جونسون: "تؤكد دراساتنا كيف كان لتغير المناخ على الأرجح تأثيرات كبيرة على الثقافة والفن البشري، وأن الثقافة، من خلال الفن، ترمز إلى السلوكيات المرغوبة للبقاء على قيد الحياة".

وقال الأستاذ الفخري للأنثروبولوجيا في جامعة "فيرمونت"، ويليام هافيلاند، الذي لم يشارك في الدراسة، إن هذه النظرية جديدة. 

ورغم أنه لم يسمع بالفكرة من قبل، إلا أنه يعتقد أنه يجب متابعة هذا المفهوم الجديد، فقال: "إنها تستند على الأقل إلى بيانات حقيقية، وليس مجرد تكهنات".

وأوضح جونسون أن التماثيل يمكن أن تكون أيضاً لغرض روحي، مثل تميمة للحظ السعيد.

وعندما يأتي الأمر لتماثيل "فينوس"، اقترح جونسون أنها انتقلت من الأمهات بناتهن من أجل البقاء على قيد الحياة خلال الشتاء.

وفي المستقبل، يأمل جونسون إجراء مزيد من الأبحاث حول كيفية تأثير الإجهاد المناخي على الثقافة البشرية. 

ومن إحدى الأفكار التي يرغب بالقيام بأبحاث عنها هي ما إذا أثر تغير المناخ على الأوروبيين الذين هاجروا إلى شمال إفريقيا في العصر الجليدي.

نشر