دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسط التهديد بالاحتجاجات المسلحة والدعوات إلى العنف في أعقاب حصار مبنى الكونغرس الأمريكي واقتحامه، من المقرر بالفعل أن يكون حفل التنصيب الرئاسي هذا الأسبوع حدثاً فريداً من نوعه.
وفي ضوء التحديات الأمنية التي لا تعد ولا تحصى والشكوك اللوجستية، قد يبدو السؤال عما سترتديه نائب الرئيس الأمريكي المنتخب كامالا هاريس يوم الأربعاء المقبل، وكأنه سؤال في غير موضعه.
ولكن بالنسبة للبعض في المجتمعات الأمريكية الآسيوية، فإن احتمال ارتداء أول امرأة من البشرة السوداء وأصول جنوب آسيوية في منصب نائب للرئيس الأمريكي، لزي الساري التقليدي في أي من أحداث التنصيب، حتى وإن كانت الاحتفالات افتراضية إلى حد كبير، قد أعطى بصيصاً من الإيجابية وسط الاضطرابات الأخيرة.
وقد طرح هذا السؤال على هاريس من قبل، خلال حملتها الرئاسية في عام 2019.
وخلال حدث استضافته مجموعة أمريكية آسيوية، سأل واحد من الجمهور هاريس بخفة عما إذا كانت ستلتزم بارتداء الملابس الهندية التقليدية عند تنصيبها في حال تم انتخابها.
وأجابت هاريس مبتسمة: "لنفوز أولاً"، ثم قالت: "لقد ربتني والدتي بتقدير كبير لخلفيتنا الثقافية واعتزازنا"، مضيفةً أن الاحتفالات التي نشارك فيها جميعاً بغض النظر عن كيفية تهجئة اسمنا الأخير تظهر جمال هويتنا كأمة.
ويعد زي "الساري"، الذي يحمل آلاف السنين من الأهمية الثقافية، منتشراً في كل مكان في الهند، حيث عاشت والدة هاريس قبل أن تهاجر إلى الولايات المتحدة.
ومع توجه أنظار العالم نحو هاريس، قد يكون خيارها بلباس لـ"الساري" رمزاً قوياً على نية الإدارة الجديدة لقيادة أمريكا وتمثيل الأقليات بشكل أفضل.
ومن جانبه، قال مصمم الأزياء، بيبو موهاباترا: "لن أتفاجأ إذا رأيناها تطل في حفل التنصيب في زي ساري بانارسي المنسوج بشكل جميل"، مضيفاً: "أعتقد أنها تدرك قوة تلك الصورة".
وفي أول خطاب عام لها بصفتها نائب الرئيس المنتخب في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، أومأت عمداً إلى النساء اللواتي مهدن الطريق لفوزها التاريخي.
وأشارت بدلة هاريس البيضاء والبلوزة ذات ربطة الفيونكة إلى حركة الاقتراع التي حاربت من أجل حقوق المرأة في التصويت، مستحضرةً أجيالاً من السياسيات الرائدات عبر التاريخ.
وقد سبق لنائب الرئيس الأمريكي المنتخب، هاريس، ارتداء زي الساري التقليدي.
وانتشرت صورة لهاريس في شبابها، وهي تحلس على أريكة وترتدي زي الساري مع أجدادها الهنود، على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبالنسبة إلى موهاباترا، الذي ولد ونشأ في أوديشا بالهند، فإن رؤية هذه الصورة كان لها تأثيراً عميقاً في نفسه.
وقال موهاباترا: "لقد حفزتني على الاتصال الفوري بجذوري في جنوب آسيا"، مضيفاً "لقد رأيت (هاريس) كشخصية قوية تتمتع بمهنة ديناميكية معروفة بإنجازاتها والمساهمات التي قدمتها لأمتنا، ولكن تلك الصورة لها في الساري جعلتها مألوفة بالنسبة لي".
وأوضح موهاباترا أن الافتقار إلى المعرفة والخوف هما المفتاح لعدم الثقة، فإذا لم يعتد الأشخاص على رؤية شخصاً يبدو مختلفاً عنهم، فمن الطبيعي أن يشعروا بالتهديد من قبل ما هو غريب.
وأشار موهاباترا إلى أنه "من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن تجعل هاريس تراثها مألوفاً وتستخدمه كأداة لجمع الناس معاً".
لكن في الوقت الحالي، يترقب الجميع يوم 20 يناير/ كانون الثاني القادم.
وكانت صورة هاريس خلال مرحلة الشباب بزي الساري ملهمة بالنسبة للكثيرين، وقد تكون صورتها في زي الساري يوم التنصيب بمثابة نقطة تحول.