مباني تشبه الكائنات الحية في المستقبل..تنمو وتتجدد مع مرور الوقت

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل يمكن أن تشبه المباني والهياكل التي نبنيها الكائنات حية؟ تُظهر هذه الشركة أن ذلك قد يكون ممكناً.

ويتبع مشروع "Mitosis"، وهو من تصميم شركة "GG-loop" المعمارية التي تأسست في أمستردام عام 2014،  نهجاً بيوفيلياً (أي محباً للطبيعة)، وشمولياً في تصميمه.

ويبني نظاماً بيئياً يتيح للسكان طريقة فريدة للعيش، ويلبي رغبتهم الفطرية في إعادة التواصل مع الطبيعة.

مباني تنمو وتتجدد

مثل كائن حي.. يتوقع هذا المفهوم المعماري مستقبلا بمباني تنمو وتتجدد بمرور الوقت
ابتكرت شركة "GG-loop" مفهوماً معمارياً يُدعى "Mitosis". Credit: GG-loop with Hexa Pixel

وصُمم مشروع "Mitosis" "كاستجابة لظروف المناخ العالمي الحالية، وزيادة عدد سكان العالم"، وفقاً لما قاله المهندس المعماري ومؤسس "GG-loop"، جياكومو جارزيانو، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية. 

وبما أنه مستوحى أيضاً من حركة "Metabolism" اليابانية التي ولدت في الستينيات، يستكشف المشروع أيضاً "كيف يمكن للمباني أن تنمو، وتتطور، وتتعافى، وتتمتع بالاكتفاء الذاتي، بشكل يماثل الأجسام البشرية"، إلى جانب قدرتها على التجدَد أيضاً، بحسب ما ذكره جارزيانو.

مثل كائن حي.. يتوقع هذا المفهوم المعماري مستقبلا بمباني تنمو وتتجدد بمرور الوقت
يهدف المفهوم إلى إنشاء مساحات تلبي رغبة البشر في إعادة التواصل مع الطبيعة. Credit: GG-loop with Hexa Pixel

وقال جارزيانو إن "مفهوم Mitosis سيبنى بناءً على ظروف ومؤشرات أداء محددة، ما يجعله قادراً على التوسع، والتمتع بالمرونة، بفضل إطاره المكون من عناصر أصغر يمكن إضافتها أو استبدالها بمرور الوقت".

وصمم المفهوم ليتطور بشكل مشترك مع سكانه ومحيطه، من خلال إعادة إنشاء النظم البيئية المناسبة للمناخ والموقع.

مثل كائن حي.. يتوقع هذا المفهوم المعماري مستقبلا بمباني تنمو وتتجدد بمرور الوقت
استوحي "Mitosis" من حركة "Metabolism" اليابانية التي ولدت في الستينيات. Credit: GG-loop with Hexa Pixel

ويأتي اسم المشروع من عملية الانقسام الخلوي "’Mitosis" التي تنقسم فيها خلية واحدة إلى خليتين متطابقين، ويجسد المشروع "قابلية التركيب، والتكيف طويل المدى للنظام، وهو بمثابة استعارة لكائن حي مرن.. إذ تتواجد كل وحدة سكنية جنباً إلى جنب في تعايش مع الوحدات الأخرى، وبيئتها"، وفقاً لما قاله جارزيانو.

مثل كائن حي.. يتوقع هذا المفهوم المعماري مستقبلا بمباني تنمو وتتجدد بمرور الوقت
يهتم المشروع بإعادة دمج احتياجات المجتمع والطبيعة. Credit: GG-loop with Hexa Pixel

ويمكن تطبيق هذا المفهوم على نطاق واسع من المشاريع الحضرية، مثل وحدات السكن العائلية، وتجمعات حضرية عالية الكثافة ذات استعمالات متعددة، وذات وظائف متعلقة بالتعليم على سبيل المثال، والترفيه، والرفاهية، والتجارة. 

إعادة التواصل مع البيئة

مثل كائن حي.. يتوقع هذا المفهوم المعماري مستقبلا بمباني تنمو وتتجدد بمرور الوقت
صورة تخيلية للمساحات داخل هذا المفهوم المعماري. Credit: GG-loop with Hexa Pixel

 وعند النظر إلى صور المشروع التخيلية، فسترى مساحات خشبية ومورقة تشبه المدرجات الزراعية الخصبة.

ولا يُعد السكان محور الاهتمام الوحيد لهذا المشروع، إذ يضع المشروع الطبيعة في المقدمة أيضاً. وأكد جارزيانو أنه يجسد عملية تصميم متجددة، مع التركيز على إنشاء أنظمة مرنة وعادلة تدمج احتياجات المجتمع والطبيعة.

مثل كائن حي.. يتوقع هذا المفهوم المعماري مستقبلا بمباني تنمو وتتجدد بمرور الوقت
يهدف المفهوم أيضاً بدمج الحياة النباتية والحيوانية في جميع أنحاء مبانيه. Credit: GG-loop with Hexa Pixel

وفي العقود الماضية، تجسدت الرغبة في إعادة التواصل مع الطبيعة في الهندسة المعمارية عن طريق دمج الأنظمة الخضراء في الهواء الطلق، مثل الواجهات الخضراء، والحدائق المتواجدة على الأسطح، إلى جانب بيئات داخلية مثل الجدران الخضراء، وأواني النباتات.

وتأخذ رؤية "GG-loop" إعادة التواصل مع البيئة إلى ما وراء دمج الأنظمة الخضراء فقط، إذ قال جارزيانو إنها "تخلق بيئة مبنية تستعيد وتغذي ما يُحيط بها".

ويهدف المفهوم لدمج الحياة النباتية والحيوانية في جميع أنحاء مبانيه، ما يسمح للسكان بالتعايش بانسجام مع التنوع البيولوجي للنباتات والحيوانات المحلية للمنطقة التي يتواجد بها.

ويستخدم "Mitosis" مواد بناء بيولوجية مثل الأخشاب المصفحة المتقاطعة (CLT) التي تحبس ثاني أكسيد الكربون. 

وعن طريق اختيار هذا النوع من المواد، يبني المفهوم بيئة تتميز بكونها تنتج طاقة أكثر مما تستهلك.

والمفهوم صديق للبيئة أيضاً لأنه يستخدم مواد حيوية مثل الألياف الطبيعية كمادة عازلة، والشمع والطلاء المائي للاستخدامات المتعلقة بالطلاء.

ويتوقع جارزيانو إنشاء مشروع "Mitosis" في المستقبل القريب في المدن ذات البرامج البيئية طويلة المدى، مثل أمستردام، وكيب تاون، وسنغافورة، وشنزن، وباريس، وفانكوفر، وميلانو.

نشر