دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لطالما عُرفت الملكة المصرية نفرتيتي بملامحها الجميلة والأنيقة بحسب النصوص التاريخية والتماثيل المعروضة في المتاحف المصرية.
واستطاع المصور الهولندي باس أوترفيك التوصل إلى صورة واقعية تكشف ملامح الملكة المصرية وزوجها الملك الفرعوني إخناتون "أمنحوتب الرابع"، استناداً إلى المنحوتات والتماثيل التي تخلد هيئة هاتين الشخصيتين من حضارة مصر القديمة.
وفي مشروع يعد فريداً من نوعه، يقوم المصور بتحويل اللوحات الفنية إلى صور تبدو أشبه بصور فوتوغرافية واقعية.
ويقول أوترفيك لموقع CNN بالعربية إنه عمل على إنتاج أكثر من 100 صور واقعية لشخصيات معظمها من التاريخ بناءً على الأعمال الفنية الكلاسيكية المتاحة.
وعن اختياره للملكة نفرتيتي وإخناتون بالتحديد من حضارة مصر القديمة، يوضح أوترفيك أن هاتين الشخصيتين كانتا على رأس قائمته من تلك الشخصيات التاريخية، إذ تتوفر لهما العديد من المنحوتات القديمة الجذابة التي تم العثور عليها، مضيفاً أنه كان متحمساً لرسم صورة واقعية لهما.
أما بالنسبة إلى التقنية التي يستخدمها، يشرح أوترفيك أنه يقوم بتحميل العديد من اللوحات والصور للمنحوتات في نموذج الشبكة العصبية الاصطناعية، المدربة على آلاف الصور لوجوه بشرية.
ويضيف أن "الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إنشاء صور واقعية قريبة من الصورة بناءً على ما يعرفه عن ملامح الوجه وإرشادها في اتجاهات معينة".
ومن أجل الحصول على نتيجة "واقعية"، يقوم أوترفيك بتحميل العديد من الصور للوحات والمنحوتات المختلفة المعروفة لشخصية واحدة، محاولاً العثور بطريقة ما على شخصيتها وجوهرها بين تلك الأعمال؟
ويؤكد أوترفيك أن ما يفعله يعد مجرد توليفة وتحليل إبداعي لتفسيرات فنية متعددة موجودة، مشيراً إلى أنه يحاول الحصول على فكرة عن كيفية نظر الفنان إلى موضوع ما وترجمته إلى نتيجة تلبي مطلبنا لما نعتبره "واقعياً".
وبالمقارنة مع الصور الفوتوغرافية، يرى أوترفيك أن الرسام يتمتع بحرية أكبر في وضع قدر كبير من الذاتية في الصورة الشخصية، والتي تكون محدودة أكثر في الصورة الفوتوغرافية، إن لم تكن مستحيلة، حسب ما ذكره.
ويعتقد أوترفيك أن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي تسمح لنا بدمج واقعية التصوير الفوتوغرافي مع الخيال والإبداع في الرسم، مضيفاً "هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكننا من خلالها تصوير أنفسنا والعالم من حولنا، ولكن هذه بالنسبة لي طريقة جديدة ومثيرة للتعبير عن نفسي".