دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يظهر المشهد من الأعلى ثماني نساء يرتدين بدلات سباحة بيضاء وقبعات سباحة متطابقة، ليشكلن معاً أشكالًا هندسية في حوض سباحة فيروزي اللون.
وفي بعض الصور، تتشابك أذرع وأرجل السبّاحات لتشكل معاً تركيبات متغيرة، وفي صور أخرى يلقين نظرة خاطفة من تحت المظلات المفتوحة.
ويعد التناسق السلس للسباحة المتزامنة هو أحدث موضوع قدمه المصور الجوي براد وولز، الذي يستخدم طائرات بدون طيار "درون" لإنشاء صور حية لراقصات الباليه، والغواصين، ولاعبي التنس، وحمامات السباحة.

وقال وولز في مقابلة عبر الفيديو من سيدني، أستراليا: "أحاول حقاً استكشاف وجهات نظر مختلفة لا تراها أعيننا"، مضيفاً أنه في الوقت ذاته، يريد دفع "التعبير الفني لعمل الطائرات بدون طيار" ، وهي تقنية يعتقد أنها تم التغاضي عنها إلى حد ما من خلال التصوير الفوتوغرافي للفنون الجميلة.
وكانت الرياضة التي تُعرف سابقاً باسم السباحة المتزامنة، وتُعرف اليوم باسم "السباحة الفنية"، جزءاً من الألعاب الأولمبية الصيفية منذ عام 1984.
ورغم من أن الروتين المنسق، وهو مزيج من الرقص الرشيق والألعاب البهلوانية، يتطلب جهداً شاقاً، إلا أنه من المعروف أن السبّاحات يضعن مساحق التجميل الملونة، ويظهرن تعابير متفائلة كجزء من عروضهن التقديمية.
وتمتلك كل من روسيا، والولايات المتحدة، وكندا، واليابان أكبر عدد من الميداليات الأولمبية، مع سيطرة روسيا على هذه الرياضة منذ عام 2000.

وعندما تعرض مسابقات "السباحة الفنية" على التلفاز، غالباً ما يتم تصويرها من الجانب، أو تحت الماء، أو من زاوية عالية، إلا أن المنظور من أعلى إلى أسفل الذي يستخدمه وولز يقدم رؤية غير مألوفة.
ويشرح المصور أن توثيق التلفاز لا يسمح برؤية الأشكال والأنماط الهندسية التي يتم تشكيلها، موضحاً: "لذلك اعتقدت أن التصوير على ارتفاع منخفض سيكون طريقة رائعة لكشف هذه التفاصيل".
وغالباً ما تعيد رياضة السباحة الفنية إنشاء عدة أشكال تشبه الشكل اللولبي والفسيفسائي، مما يحول هذه الرياضة إلى مشهد مرئي يروق لوولز، الذي قال إنه "كان دائماً لديه ميل إلى الأنماط".

وعمل وولز مع فريق سباحة فني في سيدني لتصوير السلسلة، وتم تصميم الروتين بواسطة كاترينا آن هادي، الحائزة على ميداليات ذهبية متعددة في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا وهي مدربة سباحة فنية محترفة.
وباستخدام هاتفه، رسم وولز أشكالًا وتركيبات محددة أراد أن يشكلها الفريق في المسبح، قبل أن يحلق بطائرة الدرون خاصته عالياً لالتقاط الصور الجوية.
وبينما تم إنجاز الجزء الأكبر من داخل المسبح، حيث شغلت عضوات الفريق أماكنهن، قام وولز أيضاً بإنشاء تركيبات، باستخدام صور متعددة لتعزيز التناسق.
وأشار وولز إلى أنه من خلال عمل ثمانية سباحين معاً، "يصبح الأمر أكثر صعوبة" للتوجيه والتقاط صورة ثابتة، مضيفاً أن "التركيب الأكثر صعوبة كان الخط المائل، حيث استمرت حركة الماء في تغيير التكوين".

ولكن الصور الأخرى اجتمعت بشكل مفاجئ، مثل صورة السباحات في حلقة ضيقة، ويظهر كل رأس من رؤوسهن متكئا على كتف الأخرى.
وبدأت السباحات بشكل غير مخطط له في الدوران بشكل طبيعي في دائرة باللحظة التي رفعن فيها أقدامهن من قاع البركة، ويصف وولز هذه اللقطة قائلاً: "كان الأمر رائعاً".
وتوافقت حركات السبّاحات الدقيقة والسهلة في الوقت ذاته مع ميل وولز للصور الدقيقة.
ويضيف وولز أن عمله يُوصف بأنه "ضئيل للغاية" بطريقة ما، موضحاً أنه يعتقد أن هذا ما كان يحاول تحقيقه بالفعل.