دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال علماء الآثار إنهم اكتشفوا المئات من القطع الأثرية لحضارة المايا، بما في ذلك الأواني الخزفية ومواقع الدفن، على طول طريق مشروع بناء قطار في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك.
وأعلن المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ في المكسيك الخميس عن اكتشاف الباحثين نحو 2500 هيكل، و80 مدفنًا، وآلاف الأواني، وقطع أثرية تعود إلى الحقبة ما قبل الهيسبانية، على امتداد الطريق المعروف بـ"قطار المايا".
وعُثر على هذه القطع الأثرية بمساعدة الإسناد الجغرافي لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وصور طبوغرافية للأقمار الصناعية، وأجهزة استشعار تحديد المدى، في محيط أحد أقسام هذا المشروع الذي يربط بين مدينتي بالينكي في تشياباس، وإسكارسيغا في كامبيتشي.
وأوضحت عالمتا الآثار إليانا إيشوري بيريز وإليانا أنكونا راغون، وكانتا قد تعاونتا مع الباحثة سيلفيان باوتشر لو لانديس، أن الاكتشافات تراوحت بين ردميات وقواعد ذات هندسة معمارية معقدة.
وأشارت الباحثتان إلى أنّ "القطع الأثرية الثابتة والمنقولة توسع المعرفة بالحياة اليومية، وعلاقات التبادل التجاري والثقافي التي كانت قائمة منذ قرون في منطقة المايا".
وقد أثارت بعض القطع "اهتمامًا خاصًا" لدى الباحثات، بينها آنية للقرابين مؤلفة من وعاء، ووعاء مع صنبور، يستندان إلى أربع دعامات شكلية، تُشبه ثدي المرأة"، وتعود إلى المرحلة الانتقالية بين العصرين ما قبل الكلاسيكي والكلاسيكي، وفقًا للمعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ في المكسيك.
وتعتقد عالمات الآثار أن هذه الأوعية استخدمتها النخبة الحاكمة، وذلك خلال "مناسبات دينية أو سياسية مهمة"، أما إناء السكب فعلى الأرجح كان يستخدم لوضع سوائل ثمينة مثل الشكوكولا والعطور.
تشير التحليلات الأوّلية إلى أنّ شعوب المايا سكنت هذه المنطقة لفترة طويلة، منذ أواسط العصر ما قبل الكلاسيكي الذي يبدأ عام 700 قبل الميلاد، إلى ما بعد 850 ميلادي أي أواخر العصر الكلاسيكي.
وكان هناك منطقة أخرى أثارت اهتمام الباحثات هي بوكا ديل سيرو الواقعة على ضفاف نهر اوسومانسيتا، التي كانت جزءً من منطقة شاسعة مأهولة متّصلة بمركز تجاري أساسي ربط المناطق المحيطة بمناطق أخرى من أمريكا الوسطى.
وقالت الباحثات إن "بناء قطار المايا شكّل فرصة مهمة لإجراء هذه الأبحاث، من خلال الاكتشافات الأثرية، التي توسّع نطاق المعرفة بالمواقع الأثرية في المناطق التي يمر بها القطار".
ويعتبر منتقدو مشروع القطار، الذي يهدف إلى ربط المنتجعات الشاطئية والمناطق الداخلية لشبه الجزيرة، أنه سيضر بالبيئة، ويُحتمل أن يضر بالمواقع الأثرية الأخرى.
وأصر الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور على أن بناء المشروع، الذي سيمر عبر خمس ولايات، سيتم تنفيذه بطريقة آمنة للبيئة، ويفيد السياحة.