دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عُثر على تمثال خشبي نادر و"رائع" يعود إلى بداية الحقبة الرومانية، خلال إنجاز خط سكك حديدية عالي السرعة المستقبلي لشركة HS2، في المملكة المتحدة.
وعُثر على التمثال الذي يُعتقد أنّه يعود إلى قرابة ألفي عام، في يوليو/ تموز، داخل خندق روماني تغمره المياه يقع في حقل تابع لقرية تويفورد، في باكينغهامشير، جنوب إنجلترا.
وجاء في بيان صحفي صادر عن HS2 أنه اُعتقد في البداية أنها قطعة خشب متحلّلة.
ومع استمرار أعمال الحفر داخل المنطقة الصناعية المعروفة بـThree Bridge Mill، وجد الخبراء أنّ هذه القطعة الخشبية ليست إلا مجسّمًا لشخصية يبلغ طولها 67 سنتيمترًا، وعرضها 18 سنتيمترًا.
وصنع التمثال من قطعة خشبية واحدة، ويُعتقد أنّها تعود إلى الحقبة الرومانية المبكرة، استنادًا إلى أسلوب النحت المعتمد واللباس الأشبه بالسترة الرومانية. وجاء في بيان HS2 أنّ التمثال يُعتبر بحالة جيدة نظراً لتاريخه، لكنّ التحلّل أصاب القدمين والذراعين أسفل المرفقين.
أما تفاصيل التمثال التي ما برحت مرئية فتشمل تسريحة الشعل أو القبعة، وساقين محددتين بدقة إلى عضلاتهما، واستدارة طفيفة في الرأس، فيما تتجمّع السترة التي يرتديها عند الخصر وتنحدر وصولًا إلى مستوى الركبة.
وقالت هيلين واس، رئيسة قسم التراث في "HS2" لـCNN، "إنه اكتشاف نادر للغاية"، مضيفة أنّ الخبراء عرفوا فقط نموذجين رومانيين بريطانيين آخرين من التماثيل الخشبية في المملكة المتحدة.
وأوضحت "واس" أن التمثال مصنوع من خشب البلوط، ويُعتقد أنه يعود إلى القرن الأول الميلادي، لأنّ الفخار الذي صنع منه الخندق يعود إلى تلك المرحلة.
وأضافت "واس": "نعلم أن عمر التمثال أقدم من تاريخ وضعه في الأرض". لافتة أن "هناك علامات على التآكل، لذا هو قطعة عزيزة ومنسقة. وهو ربما أحضرها أشخاص معهم، أم ربما نحتوها هنا. نحن لا نعرف هذه المعلومات حتى الآن. وهذا ما هو مثير حقًا".
وقال علماء الآثار إن حفظ هذه القطعة على نحو جيّد مردّه إلى نقص الأوكسجين داخل الخندق المصنوع من الفخار، الأمر الذي ساعد في منع الخشب من التعفّن، وربما وضع عمدًا هناك.
ورأى جيم ويليامز في بيان صحفي، وهو كبير المستشارين العلميين في هيستوريك إنجلاند، أن "هذا اكتشاف رائع حقًا يضعنا وجهاً لوجه مع ماضينا"، متابعًا أنّ "جودة النحت عالية، والتمثال أكثر إثارة لأن القطع العضوية من هذه الفترة، يندر أن تبقى حتى يومنا".
وأرسل أيضًا، جزء من التمثال عثر عليه على نحو منفصل داخل الخندق، وذلك بهدف تحديد تاريخ الخشب بالكربون المشع، وفيما قد يشير تحليل النظائر المستقرة إلى مصدر الخشب.
وقد أجريت مروحة واسعة من الحفريات الأثرية بين لندن وبرمنغهام، كجزء من المرحلة الأولى من مشروع HS2، ترافقت مع عدد من الاكتشافات المثيرة، بينها المدينة الرومانية الشاسعة، وتماثيل رومانية، وفسيفساء نادرة.