دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من لاعب البيسبول الأمريكي جو ديماجيو وعالم الفيزياء ألبرت أينشتاين والأميرة ديانا إلى مغنية البوب البريطانية فيكتوريا بيكهام، لطالما كان صانع الساعات باتك فيليب هو المفضل لدى المشاهير. لكن سمعة العلامة التجارية السويسرية اتخذت منعطفًا غير متوقعًا خلال السنوات الأخيرة.
قد لا يكون ذكر العلامات التجارية في موسيقى الهيب هوب أمرًا جديدًا، لكن الإشارات الغنائية إلى باتك فيليب قد ارتفعت في العام 2017.
وفي ذلك العام، ذكرت ثلث الأغاني ضمن قائمة "بيلبورد هوت 100" اسم العلامة التجارية، وفقًا لموقع الموسيقى "Genius".
وتزامنت هذه الظاهرة مع زيادة الاهتمام بجمع الساعات، وفقًا لما قاله نيك مارينو، نائب الرئيس الأول للمحتوى في مجلة الساعات على الإنترنت، "Hodinkee"، موضحًا: "نظرًا إلى أن باتك فيليب كانت دائمًا واحدة من العلامات التجارية الأكثر شهرة للساعات، فمن المنطقي أنها ستكون العلامة التي يتحدث عنها الجميع".
وأضاف مارينو: "مغنو الراب أذكياء.. قد تتوقع أن يتحدث مغني الراب عن ريتشارد ميل، لأنها علامة تجارية شابة للساعات.. ورغم أن مغني الراب يحبونها، إلا أنهم يحبون أيضًا العلامات التجارية للساعات القديمة"، موضحًا: "عند تعريف أنفسهم على أنهم عملاء باتك، يضع مغني الراب نفسه في سلالة النخب التي تعود إلى القرن التاسع عشر.. هذه هي القوة".
وأشار مارينو إلى أن: "هذه العلامة التجارية كانت رمزًا للرفاهية منذ العام 1839، لذلك لا أعتقد أن هناك أي خطر من أن يُنظر إليها على أنها بمثابة انتصار قصير.. 27 عامًا في موسيقى الهيب هوب، وما زال الناس يتحدثون عن هذه الساعات".
وأوضحت شارون تشان، مديرة الساعات في دار "بونهامز" للمزادات في هونغ كونغ، أن أسلوب التجميع وأنواع الساعات التي يهتمون بها مختلفة تمامًا.
وفي الماضي، كان يبحث الجامعون عن أكثر إصدارات المنتجات تعقيدًا، بينما يميل حاليًا الأشخاص إلى البحث عن شيء بسيط المظهر أو مصنوع من مواد مختلفة.
وبينما أن نسبة 80% من ساعات باتك التي بيعت كانت مصنوعة من معادن ثمينة، فإن معظم العملاء يطلبون حاليًا ساعات مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ.
وأضافت تشان أن "نادرًا ما تنتقل (الساعات) حقًا إلى الجيل التالي، لكنها علامة تجارية تربط الأجيال معًا".
وتُعد العلامة التجارية مسؤولة عن 8 ساعات من أغلى 10 ساعات على الإطلاق، من بينها تلك المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، والتي حققت أكثر من 11.1 مليون دولار، إضافة إلى نسخة من الذهب الوردي، والتي حطمت التقديرات لبيعها بحوالي 9.6 مليون دولار، خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتُعتبر "Patek Philippe Henry Graves Supercomplication" من بين أكثر الساعات الميكانيكية تعقيدًا التي تم إنتاجها على الإطلاق، وأصبحت أغلى ساعة في العالم، عندما بيعت مقابل 24 مليون دولار، في عام 2014.
وتم تحطيم هذا الرقم القياسي بشكل شامل بعد خمس سنوات من قبل ساعة "Patek Philippe Grandmaster Chime 6300A-010"، والتي أنشأت خصيصًا لمزاد خيري في جنيف، محققة 31.2 مليون دولار.
وتزعم العلامة التجارية أنها كانت تصنع الساعات "بدون انقطاع" منذ عام 1839. وكانت الملكة فيكتوريا من بين العملاء الأوائل لصنّاع الساعات.
واكتسبت ساعة "Nautilus Reference 5711" المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، على وجه الخصوص، مكانة خاصة بين المشاهير.
وفي عام 2019، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه سيتم إضافة "العملاء الذين تُفحص خلفياتهم" فقط إلى قائمة الانتظار، وبعد ذلك سيحتاجون إلى الانتظار لمدة تصل إلى 8 سنوات لشراء واحدة.
والعام الماضي، أوقفت الشركة إنتاج 5711 في استجابة غير متوقعة للطلب.
وبحسب مقال نُشر عبر صحيفة "تايمز"، أشار رئيس الشركة تييري ستيرن إلى أن باتك فيليب لا يريد أن ينظر إلى علامته التجارية على أنها ذات طراز واحد.
ونُقل عنه قوله: "لدينا العديد من النماذج الأخرى الأكثر تعقيدًا وجمالًا".
ومن الواضح أن قوائم الانتظار وأسعار إعادة البيع المرتفعة تعزز هالة التفرد للعلامة التجارية.
وقالت تشان إنه بينما يُعتقد أن رولكس تنتج في المنطقة مليون ساعة سنويًا، قد يكون الإنتاج السنوي لباتك فيليب أقل من 50 ألف ساعة.
وأوضحت: "يعتقد الجميع أن قوائم الانتظار هي استراتيجية تسويقية، ولكن نظرًا لزيادة الطلب في مثل هذا الوقت القصير، فإنهم لا يستطيعون تلبيته حقًا".
وأكد مارينو من أنه إذا كان على صانع الساعات زيادة الإنتاج، فقد يكون ذلك على حساب الجودة، الأمر الذي قد يهدّد العلامة التجارية.