دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصبح مشروع تجديد بيت ضيافة نيماير المهجور بمدينة طرابلس اللبنانية من بين المشاريع الفائزة الستة بجائزة "آغا خان" المرموقة للعمارة.
واختير استوديو "East Architecture" للعمل على هذا المشروع في عام 2018، وهو جزء من معرض رشيد كرامي الدولي، والذي أدّت مختلف الأزمات في لبنان لإيقاف تطويره لعقود.
مشروع مهجور
ويعود تاريخ المساحة الحاضنة للمشروع إلى عام 1964، أي عند بدء عمليّة بناء معرض دولي دائم وطموح أُطلق عليه اسم "معرض رشيد كرامي الدولي".
وقال أحد مؤسسي الاستوديو، شارل كتانه، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "كان الهدف من المعلم، الذي بلغت مساحته 40 هكتارًا، استيعاب ما يصل إلى مليوني زائر سنويًا".
وقام المهندس المعماري البرازيلي الذي يُعتبر من أبرز الأسماء في عالم العمارة الحديثة، أوسكار نيماير، بتصميم المخطط الرئيسي له.
وكان من المقرّر افتتاح المشروع في عام 1969، ولكن سرعان ما تم هجره بسبب وجود مشاكل في التمويل، واندلاع الحرب الأهليّة اللبنانيّة في عام 1975.
وقال كتانه: "بعد الحروب المتتالية، والغزو الإسرائيلي في عام 1982، توقّف العمل في المعرض بشكلٍ دائم، ما ترك المجمع مهجورًا لأعوام".
وفي عام 2018، تمّ إدراج معرض رشيد كرامي الدّولي ضمن المواقع المرشّحة لقائمة التّراث العالمي لليونسكو، وفقًا للموقع الرسمي للمنظمة.
حياة جديدة
وصُمم بيت الضيافة في الأصل لاستضافة منظمي المعرض المذكور، والمشاركين فيه، ولكنه يتمتع بهدف جديد اليوم.
وكانت وكالة تنمية فرنسيّة تُدعى "Expertise France" تبحث عن مقر لـ"منجرة"، وهي مبادرة تهدف لتنشيط صناعة الأخشاب الشهيرة في طرابلس، والتي تراجعت مؤخرًا.
ومن هناك، اختير الاستوديو لمنح بيت الضيافة "حياة جديدة"، بحسب تعبير أحد مؤسسي الاستوديو، نقولا فياض.
ويفاجئ بيت الضيافة الأشخاص بمساحاته الداخلية المغمورة بالضوء، وهو عبارة عن خطة أرضيّة مفتوحة ذات ساحة مركزية.
وعلى غرار سلسلة الإنتاج، تتبنّى الوظائف المختلفة التي تُشكّل المنصة مفاهيم الاستمرارية، والمرونة، وتُذيب الحدود بين مساحات التفكير، والتصنيع.
وخلال عملية التجديد، أراد الاستوديو التمسك بالصفات المعمارية الأساسية للمبنى، وماضيه المُتخيّل.
وأشار فياض إلى أن النتيجة جسدت تفسير الاستوديو الخاص لـ"الحمض النووي" لبيت الضيافة.
وتضمن التصميم تركيب فواصل مرنة، وإدخال تركيبات كهربائية، وميكانيكية.
وقال فياض: "والأهم من ذلك، أردنا أن يكون كل جانب من جوانب التدخّل قابلاً للعكس في حال استضاف المبنى برنامجًا جديدًا في المستقبل، وكطريقة للحفاظ على سلامة الهيكل أيضًا".
وكان المشروع من بين المشاريع الفائزة الستة بجائزة "آغا خان" للعمارة في دورتها لعام 2022.
وأكّد فياض: "نحن فخورون بأن تجديد بيت ضيافة نيماير ميّز نفسه بين مجموعة من المشاريع الرائعة".