معلّقةً رأسًا على عقب منذ عقود في متحف ألماني.. ما سرّ هذه اللوحة لبيت مورديان؟

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة
معلّقة رأسًا على عقب منذ عقود في متحف ألماني.. ما سرّ هذه اللوحة لبيت مورديان؟
Credit: HENNING KAISER/DDP/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يرجّح أن تكون إحدى لوحات بِيِتْ مونْدرِيان الحداثية الشهيرة عُلّقت رأسًا على عقب منذ عقود، وفقًا لبحث وضعه مؤرخ فني، لكنّ اللوحة الفنية لن تأخذ وضعيتها الصحيحة قريبًا.

تبرز اللوحة التي تحمل اسم "مدينة نيويورك 1"، ألوان موندريان الأساسية الكلاسيكية، وخطوطًا هندسية صارخة. وكان الفنان الهولندي رسم سلسلة من لوحات "مدينة نيويورك" بين عامي 1941 و1942، عقب انتقاله من أوروبا كي يستقرّ في هذه المدينة العالمية. وفارق الحياة عام 1944. 

لطالما صوّرت لوحة "مدينة نيويورك 1" مجموعة الخطوط الأكثف

في الجزء السفلي من اللوحة، وفق ما ورد في كتيّب المعرض الخاص بأعمال موندرِيان الذي تستضيفه إحدى صالات عرض متحف "كونتساملونغ نوردراين-ويسفالين" (Kunstsammlung Nordrhein-Westfalen) الألماني، الذي اقنتى هذه اللوحة عام 1980. 

لكن إحدى صور عمل موندرِيان في محترفه تُظهر اللوحة معلّقة بالاتجاه المعاكس، وقد تعكس ربما، رغبة الفنان بكيفية عرضها.

قد يكن مستحيلًا معرفة الاتجاه الصحيح بالتأكيد، وفق كاتالوغ المتحف. 

وأفاد المتحف في الكاتالوغ المرافق للمعرض أنّه رغم ذلك، "إذا واصلنا الاختبارات وقمنا بتغيير وجهة لوحة "مدينة نيويورك 1" 180 درجة، فسنجد أنّ اللوحة جيدة". وتابع المتحف: "في الواقع، إنها تعمل بشكل جيد للغاية: تكتسب بنيتها كثافة ومرونة".

إنّ تغيير اتجاه اللوحة يجعلها أقرب للوحة أخرى: "مدينة نيويورك"، التي تضمها السلسلة عينها.

وورد في الكتالوغ: "أنّ كثافة الشرائط الموضوعة على طول الحافة العلوية تجعل اللوحة شبيهة بلوحة ’مدينة نيويورك‘، حيث تقع المنطقة ذات الكثافة الأكبر أيضًا في الجهة العلوية منها". وأضاف المتحف أنّ "الشرائط الزرقاء على طول الحواف اليسرى والعلوية والسفلية نقع عليها في الأماكن عينها تمامًا".

واللوحة مكونة من شرائط لبَكَرةٍ ملوّنة استخدمها الرسام على القماش، ويُحتمل أنه كان يخطّط لاستبدالها بالرسم مباشرة على القماش لاحقًا، وفقًا للمتحف. ويتوافق الاتجاه المقلوب للوحة مع كيفية وضع موندرِيان الشرائط من أعلى إلى أسفل اللوحة القماشية.

وأفاد المتحف أنّ "الفحص البصري الأولي أكّد الشكوك حول أنه بقلب اللوحة القماشية رأسًا على عقب، فإن الأشرطة اللاصقة الموجودة على الحافة العلوية تتماشى مع حافة الصورة، في حين أن تلك الموجودة في الحافة السفلية تتلاشى، مع وجود قطع مفقودة هنا وهناك". ويعتقد المتحف وفق ما جاء في الكتالوغ أيضًا أنه "بافتراض أنّ موندريان بدأ بإلصاق الشرائط في الأعلى،وفق مبدأ الجاذبية، وبسطها نحو الأسفل لتثبيتها في الجزء السفلي من القماش، فإن اللوحة كانت بالفعل معلقة رأسًا على عقب منذ عرضها لأول مرة عام 1945".

وأضاف المتحف أيضًا أنه "موندرِيان قد يكون قلّب اللوحة مرارًا وتكرارًا خلال عمله عليها، وفي هذه الحال لن يكون لها اتجاه صحيح أم خاطئ".

وقد تكون هذه الخاصية المفتوحة على كل الاحتمالات جزءًا من رسالة أكبر حول مدينة نيويورك نفسها، أيضًا.

وورد في الكتيّب الخاص بالمعرض أيضًا، أنه "قد تكون هذه الميزة الثورية للوحة مدينة نيويورك 1: فحقيقة أنّه في الإمكان قراءتها بأي اتجاه، تمامًا مثل خريطة الشارع لمدينة كبيرة، تجسّد وضعية الانفتاح، وتتحرك بكل اتجاه في وقت واحد، مثل ثنائي يرقص البوجي ووجي".

في الوقت الحالي، ستبقى اللوحة معلقة بالاتجاه المعاكس الذي كانت عليه دومًا، وفق ما صرّحت سوزان ماير بوزر، أمينة المتحف خلال مؤتمر صحفي نظّم في مناسبة افتتاح المعرض، الخميس. كما أنّ تعديل وضعية اللوحة قد يؤدي إلى المخاطرة بإتلافها، وأصبح الالتباس الدائر حول وضعيتها جزءًا فريدًا من تاريخها راهنًا.