نسخة نادرة من الطبعة الأولى للدستور الأمريكي تُطرح في مزاد

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة
نسخة نادرة من الطبعة الأولى للدستور الأمريكي في مزاد.. فهل تنافس سابقتها؟
Credit: Sotheby's

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تطرح دار "سوزبي" أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، طبعة أولى أصلية و"نادرة جدّاً" من الدستور الأمريكي، للبيع في مزاد علني بمدينة نيويورك الأمريكية، متوقّعةً أن تُحقّق حوالي 30 مليون دولار.

وتعتبر هذه الوثيقة التي طُبعت قبيل انعقاد الاجتماع الدستوري والكونغرس القاري عام 1787، إحدى النسخ النهائية الـ13 الصامدة المعروفة، من الطبعة الأولى للدستور الأمريكي، وإحدى النسختين اللتين يملكهما أفراد، وفق ما ورد في بيان دار المزادات الثلاثاء.

ويأتي هذا الإعلان بعد مرور أقل من سنة على بيع النسخة الأخرى التي يملكها أفراد، والتي حققت رقمًا قياسيًا بلغ 43،2 مليون دولار أمريكي، بمزاد نُظّم في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أيضًا.

وكانت المزايدة حينها شهدت منافسة شديدة بين الملياردير كين غريفين، مدير صندوق التحوّط، ومجموعة "Constitution DAO" الاستثمارية في العملات المشفّرة الرقميّة التي تمكنت من جمع تبرّعات فاقت 40 مليون دولار، من 17 ألف مستثمر فردي، ووصفت سوزبي الأمر حينها بأنها "أكبر مبادرة للتمويل الجماعي على الإطلاق".

ورست المزايدة في نهاية المطاف على غريفين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار "Citadel"، الذي قدم الوثيقة إلى متحف كريستال بردجيز للفن الأمريكي في ولاية أركنساس الأمريكية، منذ ذلك الحين.

وورد في بيان دار سوزبي للمزادات، أنّ تنظيم مزاد عام 2021، عبر الإنترنت، جعله الأكثر مشاهدة بتاريخ دار المزادات.

وأعرب ريتشارد أوستن، الرئيس العالمي للكتب والمخطوطات لدى دار سوزبي، عن أمله بأن يثير مزاد الشهر المقبل "استجابة مماثلة" لدى الجمهور.

ولفت إلى أنّ "نتيجة البيع غير المسبوقة التي حقّقناها للدستور في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كانت بمثابة لحظة فريدة وملهمة حقًا، وهي لحظة لا تشي فقط بالندرة الشديدة لنسخ الطبعة الأولى من الدستور المتاحة كي تصبح ملكية خاصة، لكن أيضًا بأهمية الدستور المستمرة، وتأثيره لكونه التعبير الأقصى عن المبادئ الديمقراطية التي توجّهنا في حياتنا اليومية منذ أكثر من 200 عام، أي تاريخ صياغته للمرة الأولى".

نسخة اصلية من الطبعة الأولى للدستور الأمريكي في مزاد
Credit: Sotheby's

وكُتبت مسودة الدستور الأمريكي ضمن سلسلة اجتماعات سرّية ترأسها جورج واشنطن، بغية الاستعاضة بها عن مواد الكونفدرالية السابقة. ووُزعت حوالي 500 نسخة مطبوعة من الوثيقة النهائية على المندوبين قبل انعقاد المؤتمر الدستوري في مدينة فيلادلفيا الأمريكية، التي أرست "أسس الديمقراطية الأمريكية وضمان الحقوق الأساسية للمواطنين". وصادقت معظم الولايات على الدستور خلال العام التالي، ليدخل حيّز التنفيذ عام 1789.

وبين النسخ الأصلية للطبعة الأولى الصامدة والمعروفة، 11 نسخة تنتمي إلى مجموعات مؤسّساتية وحكومية، ضمنًا تلك الخاصة بالجمعية التاريخية لبنسلفانيا، ومحفوظات ولاية نيو جيرسي، ومكتبة الكونغرس.

ولم تُعرض النسخة المعروضة للبيع في ديسمبر/ كانون الثاني في مزاد منذ أكثر من 125 عامًا، وفقًا لدار سوزبي، التي وصفت المستند بأنه "نادر للغاية". وقد بيعت من مجموعة تشارلز كولكوك جونز المحامي والسياسي في جورجيا عام 1894، وقُدّمت كهدية لرجل الأعمال وجامع التحف أدريان فان سينديرين، ولا زالت في عهدة خاصة منذ ذلك الحين. ولم تُعرض الوثيقة أمام الجمهور منذ إقامة معرض جامعة ستانفورد قبل 35 عامًا.

ووصف سيلبي كيفر، كبير اختصاصيي الكتب والمخطوطات الدوليين لدى دار سوزبي، عودتها إلى السوق بأنها "لحظة خاصة".

وتابع في البيان أنّه "في حين أن الأهمية الدائمة والبارزة للدستور غالبًا ما تشكّل محور نقاش هادئ اليوم، ذلك أنّ الحقيقة التي لا لبس فيها تبقى أنها أهم وثيقة في تاريخ الولايات المتحدة، التي ستستمر بالتأثير على مستقبل المبادئ الديمقراطية في أمريكا والعالم".