دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رغم أن فن مانيه وأتباعه اشتهروا بتصوير المناظر الطبيعية المشمسة، ومشاهد ترفيهية باريسية، فإن العديد من هذه اللوحات تروي قصصًا إنسانية معقدة، بحسب ما نقلت CNN عن موقع مجلة The Conversation.
فيرسم بيار أوغوست رينوار، وإدغار ديغا، وبيرت موريزو، الرضاعة الطبيعية على أنها أفضل مثال على عمل المرأة الخفي.
وكانت المرضعات تقمن بإرضاع طفل امرأة أخرى في القرن التاسع عشر. وقد شاعت ممارسة هذه المهنة على نطاق واسع في أوروبا.
لطالما كانت الرضاعة الطبيعية ممارسة قديمة. لكن، مع عمل مزيد من النساء في مدينة جورج أوجين هوسمان الحديثة، ازدهرت هذه المهنة.
وتم توظيف المرضعات الريفيات بانتظام، لإرضاع أطفال النساء من الطبقات الدنيا والمتوسطة في المناطق الحضرية.
وبعد الاكتشافات العلمية للكيميائي الفرنسي لوي باستور حول كيفية انتشار البكتيريا، وكذلك المنشورات الطبية التي تعزز الفوائد الصحية لحليب الأم، أصبح مفضّلًا اعتماد الرضاعة الطبيعية من الأمهات البيولوجيات على توظيف نساء مرضعات.
ولم تكن الرضاعة الطبيعية موضوعًا شائعًا في الانطباعية، لكن معالجتها من قبل ديغا ورينوار وموريزو أعطى نظرة رائعة على بعض الطرق التي كان يُنظر فيها إلى النساء اللواتي يمارسنها.
لوحة At the Races in the Countryside، للفنان إدغار ديغا
تعكس اللوحة أعلاه صورة الأم والمرضعة أثناء جلوسهما معًا، بينما يرتدي الأب ملابس أنيقة. وتنظر كلّ من المرضعة والأم إلى الطفل والثدي.
كما لاحظت الناقدة الفنية، غال فينتورا، في دراستها للرضاعة الطبيعية في الفن، أن ثمة روابط بين المرضعة وبائعة الهوى. وأوضحت أنّ الإثنتين يبعن أجسادهن، أو بالأحرى وظائفهن الجسدية، لكسب الأرباح من الأسر الثرية.
لوحة Maternity، للفنان بيار أوغوست رينوار
يظهر التحول نحو ترضيع الأمهات لأطفالهن في سلسلة من الأعمال التي قام بها رينوار في ثمانينيات القرن التاسع عشر لزوجته المستقبلية ألين وهي ترضع ابنهما البكر، بيار.
وفي الجزء الأول من هذه السلسلة بعنوان "Maternity"، تظهر ألين جالسة على جذع شجرة. وأضفى عليها الطابع الجنسي من خلال تصويره امتلاء صدرها وبروزها ونظرتها المباشرة.
وتكتب فينتورا أنّ رسم الصدور يمثل "فضيحة للنظام الأبوي لأنها تلغي الحدود بين الأمومة والجنسانية".
لوحة The Wet Nurse Angèle feeding Julie Manet، للفنان بيرت موريزو
في اللوحة أعلاه، أصبح الارتباط بين الفن والعمل والمال أكثر وضوحًا.
رُسم العمل بألوان مبهرة تركزت حول الأبيض والوردي والأخضر. ويكشف عن الشخصيات الممزوجة لطفلة موريسو والمرأة التي ترضعها في منزل العائلة.
والمفاجأة هي ضربات الفرشاة غير المتساوية التي تغطي اللوحة، حيث تنطلق في اتجاهات عدة. وثمة أمر معبر جدًا في هذه اللوحة، ربما تشعر به الأم فقط.