دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حتى وقت قريب، كانت غالبية المشاهير التي تطلق خطوطًا لمستحضرات التجميل من النساء، مثل المغنية ريانا التي أطلقت علامة "فنتي بيوتي"، والممثلة والمغنية الأمريكية سيلينا غوميز التي أطلقت علامة "رير بيوتي".
ولكن بعد دخول المغني الأمريكي فاريل ويليامز، والمغني البريطاني هاري ستايلز مجال العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل، انضم إليهما العام الماضي مشاهير الصف الأول من الذكور، والذين يأملون في بيع أسرار عنايتهم بالبشرة.
وفي عام 2022 أطلق إدريس إلبا مع زوجته، عارضة الأزياء سابرينا دور إلبا، روتينًا أخلاقيًا للعناية بالبشرة من علامة "S'able Labs" في يوليو/ تموز، ثم أطلق العازف الأمريكي ترافيس باركر، الذي تزوج من نجمة تلفزيون الواقع كورتني كارداشيان، منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مادة "الكانابيديول" المستخرجة من نبات الماريجوانا، عبر علامته التجارية الصحية في سبتمبر/ أيلول.
وقام الممثل الأمريكي جاريد ليتو بإطلاق علامة "Twentynine Palms"، من خلال العمل مع خبيرة منتجات التجميل كيت فوربس وبشراكة مع رجل الأعمال جوناثان كيرين، لتقديم "منتجات مستوحاة من فخامة وأسطورة الصحراء". بينما أعلن براد بيت عن إطلاق مجموعة العناية الخاصة به المضادة للشيخوخة "Le Domaine"، وذلك بالتعاون مع صانع النبيذ مارك بيرين، وهو المالك المشارك لمزرعة الكروم التي يتشاركها بيت مع زوجته السابقة أنجيلينا جولي، بهدف تسخير القوة المضادة للأكسدة الموجودة ببقايا العنب في مصانع النبيذ الخاصة بهم.
وقد قوبلت بعض هذه الخطوط بردود أفعال متباينة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أسعار منتجاتها الباهظة، فعلى سبيل المثال، يكلّف مصل بيت المضاد للشيخوخة 370 دولارًا.
ومع ذلك، هذه المنتجات تصل في وقت تشهد فيه سوق العناية بالبشرة للرجال ازدهاراً هائلا.
وفي يوليو/ تموز، أفادت شركة "Future Market Insights" أن القيمة العالمية للقطاع كانت حوالي 13.5 مليار دولار في عام 2022، ومن المقدّر أن تصل إلى 28.3 مليار دولار بحلول عام 2029.
وخلال الشهر الماضي، قامت شركة "Launchmetrics" للبرامج وتحليلات البيانات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بتحليل الكلمات الرئيسية حول منتجات التجميل الرجالية وغير الجنسية لشبكة CNN، ووجدت أن مواضع الإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي التي تتضمن هذه المصطلحات قد شهدت زيادة بنسبة 74% في قيمة تأثير الوسائط في عام 2022 مقابل عام 2021.
من جانبه، قال ديفيد يي، وهو مؤسس المدونة الرقمية "Very Good Light" وعلامة مستحضرات التجميل "Good Light" للعناية الشخصية: "أعتقد أن صعود ظاهرة جمال الرجال - ولا سيما المدعومة من قبل المشاهير - يرجع إلى وجود هامش كبير في مفهوم الجمال الآن. ولطالما كان هناك هامش كبير".
ورغم أن منتجات التجميل والعناية بالبشرة لا تُعد مرتبطة بجنس معين - وهو ما أثبته جيل من المؤثرين المشهورين من الذكور وغير الثنائيين عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذي يمتلك العديد منهم علاماتهم التجارية الناجحة - إلا أن طريقة تسويق هذه المنتجات يشير لعكس ذلك.
وكان فتح السوق للجميع، بخلاف منتجات "العناية بالرجل"، بمثابة تحول اجتماعي واستراتيجية عمل مربحة.
ورغم أن منتجات الجمال الكوري أو K-Beauty بكوريا الجنوبية كانت تلبي احتياجات الرجال لأكثر من عقدين، إلا أن الرجال في الغرب سرعان ما لحقوا بالركب.
وبدأت علامة "كلينيك" للرجال في تكثيف جهود حملتها العالمية في عام 2015، بينما أطلقت علامة "شانيل" خطًا جديدًا لمستحضرات التجميل للذكور يُسمى "Boy de Chanel" في عام 2018. وفي عام 2021، استعانت علامة "Hims" بنجم البيسبول الأمريكي، أليكس رودريجيز، للتعاون في إطلاق مستحضر تجميلي لإخفاء العيوب والتصحيح (كونسيلر).
والآن، تغيرت الثقافة المتعلقة بالجمال، إذ لم تعد المجموعات "غير الجندرية" تُعتبر جذرية - بل تُعد متوقعة، كما أن الخطوط المملوكة للمشاهير ليست جديدة هذه الأيام أيضًا، حيث يستمر المزيد منهم في دخول المجال المزدحم بالفعل.
ومع ذلك، يشير يي إلى أنّ هناك "أجواء من الشك" عندما يتعلق الأمر بعمليات إطلاق المجموعات البارزة من قبل شخصيات مشهورة.
وأوضح يي أن "المستهلكين في عصر اليوم يريدون معرفة ما الذي ترمز إليه العلامة التجارية ... ولماذا هي ضرورية؟".
وأشار يي إلى علامة "فنتي بيوتي" الخاصة بريانا، التي اعتُبرت ثورية بتقديمها مجموعة تلبي احتياجات 40 لونًا مختلفًا من البشرة، بينما أطلقت الممثلة الأمريكية جيسيكا ألبا علامة "Honest Beauty"، في وقت كان فيه الطلب على منتجات "التجميل النظيف" يزداد ويصعُب العثور عليه.
وإذا لم تكن المجموعة تُعد الأولى من نوعها، فيجب أن تكون ذات قيمة، مثل خط طلاء أظافر غير الجندري UN / DN LAQR، والذي أطلقه مغني الراب الأمريكي ماشين غان كيلي.
وبينما من المؤكد أن حقيقة كونهم من مشاهير الصف الأول ستكسبهم دعاية خلال إطلاقهم أي مجموعة جديدة، فإن جوانب مثل الجودة، والسعر، وأصالة العلامة التجارية ستدخل حيز التنفيذ بمجرد أن يتلاشى الانبهار الصادر من أضواء هؤلاء النجوم.
وبعبارة أخرى، يحتاج المؤسسون إلى دراسة مشاريعهم، وفقًا لما قاله يي.
وبالنظر إلى عدد المشاهير الذين أطلقوا مؤخرًا علامات تجارية للجمال والعافية، فمن غير المرجح أن يشكلّ عام 2022 نهاية هذه الظاهرة.
وتأمل المديرة التنفيذية لدى مجلة "Allure"، جيني بيلي، أن يقوم المشاهير بمراعاة الاهتمام، عندما يتطلعون إلى إطلاق خط عناية جديد.