مصورة توثق شابة مع "وحشها" المعدني الضخم وتسلط الضوء على قطاع يكافح لجذب النساء

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يحتضن ثنائي بعضهما البعض أمام شاحنة من نوع "فولفو" بقوّة 750 حصانًا، وتتطابق إطلالتهما مع هيكل المركبة التجاريّة.

ورغم أن الصّورة توحي بعاشقين يخوضان رحلة على الطريق معًا، إلا أنّهما لا يركبان الشّاحنة في الوقت ذاته، إذ أن أميلي ريكيلم هي من تقود الشّاحنة.

وتعمل ريكيلم، التي ترعرعت في مدينة آرل بفرنسا، في قطاع لطالما كافح لجذب النّساء والشّباب، وأصبح نقص السّائقين مشكلة حرجة وسط نقص عالمي حاد.

وفي أوروبا والعالم، يبلغ عدد سائقات الشّاحنات أقل من 3%، وفقًا لمسحٍ أجراه الاتّحاد الدّولي للنّقل البري في عام 2022 (IRU)، ويسدّ عدد قليل من الشّباب الثغرة التي زادت اتّساعًا بسبب جائحة "كوفيد-19".

وتعمل ريكيلم في شركة نقل تملكها عائلتها، وعندما قابلتها المصوّرة يوهان لامولير في عام 2019، كانت الشّابة تقود شاحنتها من آرل إلى كاستيلون بإسبانيا ورجوعًا مرّتين في الأسبوع على الأقل، بحسب ما شرحته لاموليير عبر البريد الإلكتروني.

"صاحبة روح حرة".. توثق هذه الصورة إحدى سائقات الشاحنات القلائل في فرنسا
صورة لأميلي ريكيلم مع شريكها السّابق في أغسطس/آب من عام 2021. تصوير: Yohanne Lamoulère/Forum Vies Mobiles/Tendance

وتمتد مسافة طول الطريق المزدحم لحوالي 1،365 كيلومترًا.

وتأسّست الشّركة على يد جدّها، وتوظّف العديد من أفراد عائلتها في مناصب مختلفة فيها، وكان شريكها السابق جيريمي، الذي يظهر في الصورة أعلاه، من الموظّفين أيضًا.

وكان الثنائي قد عقدا الخطوبة حديثًا في الصورة التي التُقِطت في أغسطس/آب من عام 2021، لكنهما أنهيا علاقتهما منذ ذلك الحين.

العزم

وغالبًا ما تستكشف أعمال لامولير أساليب الحياة في ضواحي المدن الفرنسيّة الكبرى، وأهداف الأشخاص الذين يعيشون هناك.

والتقت المصوّرة، ويعمل عمّها أيضًا كسائق شاحنة في شركة العائلة، بأميلي في معرض للشّاحنات في جنوب شرق فرنسا، حيث يقوم السائقون بتزيين مركباتهم من أجل المسابقات.

وأثار حِس الشّابة بالعزم انتباه المصوّرة، إذ تركت ريكيلم دراساتها في مجال التجميل لتكمل مسيرتها المهنيّة في النّقل بالشّاحنات وتتبع خطى والدها وجدّها.

وقالت لاموليير: "أميلي فتاة منظّمة للغاية. وعندما التقيت بها، كانت تبلغ من العمر 20 عامًا فقط، ولكنّها نظمت حياتها بشكل ملفت للغاية"، مضيفةً أنّها أيضًا "صاحبة روح حرّة بشكلٍ كبير، ومسلية للغاية".

ورُغم أنّ لامولير وثّقت مختلف مراحل حياة ريكيلم على مدار عامين، إلا أن هذه اللقطة كانت مهمّة للغاية.

وخلال حفل الزّفاف الرّيفي لشقيقتها لوسي، والذي شمل موكبًا من شاحنات العائلة، وفَرَض على الضّيوف ارتداء اللون الأبيض، خطّط جيريمي ولوسي لتنظيم مفاجأة لريكيلم.

وبدلاً من رمي باقة الورود بشكلٍ تقليدي، سلّمتها لوسي مباشرةً إلى شقيقتها، ثم طلب جيريمي يدها للزّواج.

ووثّقت لامولير صورتها للثنائي أمام شاحنة ريكيلم، مع وضع الباقة على لوحة القيادة.

والصّورة جزء من سلسلة تُدعى "The Lives We Lead" للمجموعة الفرنسيّة "Tendance Floue" للتّصوير الفوتوغرافي.

وتم تحويل مجموعة الأعمال المتمحورة حول الحياة اليوميّة في جميع أنحاء فرنسا إلى كتاب يحمل الاسم ذاته، إضافةً لمعرضٍ في العاصمة الفرنسية باريس، كما عُرِضت في معرض "Paris Photo" الدّولي للتّصوير الفوتوغرافي في الخريف.

ورُغم انفصال الثنائي، إلا أن لامولير تحب الصورة بسبب صداها العاطفي، وتجسيدها لروح ريكيلم المستقلّة.

وأشارت المصوّرة إلى نُدرة رؤية امرأة شابة "على متن وحش مثل شاحنة أميلي"، كما تعتقد أنّه من "الجميل جدًا" رؤيتها وهي تشقّ طريقها بنفسها.

وسيحتاج المزيد من الأشخاص مثل أميلي لملء مقاعد السّائقين لاستمرار صناعة النّقل بالشاحنات.