دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثار حدث كأس العالم 2022 في قطر، والذي انتهى منذ شهرين تقريبًا، الاهتمام على المستويات الرياضية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمعمارية أيضًا.
وتضمّنت ملاعب كرة القدم خلال الحدث العالمي "استاد راس أبو عبود" المصنوع من حاويات شحن فولاذية، وهو أوّل ملعب لكأس العالم تم بناؤه وتفيكيكه لاحقًا، إضافةً إلى استاد المدينة التعليميّة الموصوف بكونه "ماسة في قلب الصحراء" بفضل أنماطه المشابهة للماس.
ولمن أثار هذا الحدث الرياضي فضوله بشأن شكل ملاعب كرة القدم في المستقبل، أخذ المهندس المعماري الإيراني المقيم في ألمانيا، بوريا باباخاني، تخيّلاته إلى مستوى آخر باستخدام الذّكاء الاصطناعي.
أمثلة مبنيّة على العالم الحقيقي
وقال باباخاني في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "استخدام الذّكاء الاصطناعي في الهندسة المعماريّة هو مجال مثير وسريع التطوّر أثار انتباهي بشكلٍ كبير. وخلال عملي، اكتشفت أن أدوات إنشاء الصّور التي تعمل بالذّكاء الاصطناعي تتمتّع بالقدرة على تشكيل حلول أكثر إبداعًا وأصالة في مجال التصميم المفاهيمي".
ومع ذلك، لاحظ المعماري أنّ العديد من المهندسين المعماريين والمصممين الذين يعملون مع الذّكاء الاصطناعي يتعاملون مع مواضيع مجرّدة لا علاقة لها بالعالم الحقيقي.
وقرّر إثبات إمكانات الذّكاء الاصطناعي في مجال الهندسة المعماريّة عبر موضوع واقعي، أي الملاعب الرياضيّة، وقال: "كان كأس العالم يحدث بينما كنت أعمل على هذا المشروع صدفةً، ما عزّز قراري بالتّركيز على ملاعب كرة القدم".
واستخدم باباخاني أداة تُدعى "Midjourney" تُتيح للمستخدمين إنشاء الصّور بناءً على التّعليمات المكتوبة.
تصاميم عجيبة
واختار الإيراني إنجلترا، والمشهد الحضري في لندن بالتّحديد، كسياق للمشروع بسبب جذور هذه الرّياضة في المنطقة.
وتميّزت التّصاميم بطابعٍ مستقبلي، وأشكال منحنيّة، وأخرى هندسيّة معقّدة أحيانًا.
ولكن صنّف باباخاني هذه التصاميم في فئة "الهندسة المعمارية ذات الرؤية المستقبليّة"، أو "visionary architecture"، وشرح قائلاً: "غالبًا ما تتميّز (التصاميم) بمواقع فريدة في أماكن حضريّة غير متوقّعة، مثل الموقع في أعلى ناطحة سحاب، أو على جسر، أو بجانب بحيرة".
وشملت بعض النّتائج المثيرة للاهتمام ملعبًا أشبه بصحنٍ طائر، وآخر يتّخذ شكل كرة قدم.
وخلال مجموعة من الصّور الجديدة، استكشف المعماري أيضًا ما قد تبدو عليه ملاعب كرة القدم في مدينة دبي الإماراتيّة.
وظهرت التصاميم بشكلٍ "يكمل وبسلاسة المشهد الحضري الفريد، وأفق دبي" بحسب ما ذكره.
وأشار باباخاني إلى ظهور لمحة من الأنماط المعماريّة الشرقيّة في بعض التصاميم.