دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استُرجعت 750 قطعة تقريبًا من الكنوز الأثرية المنهوبة من تاجر الآثار البريطاني، روبن سايمز، وأُعيدت إلى إيطاليا بعد معركة استمرّت عقودًا من أجل عودتها، بحسب ما أفادت به شرطة "كارابينيري"، الأربعاء.
وستُعرض القطع الأثرية، وتتجاوز قيمتها 12 مليون يورو (12.9 مليون دولار) وفقًا لما ذكرته وزارة الثقافة الإيطالية، في متحف "Castel Sant'Angelo" في العاصمة الإيطالية روما كجزءٍ من مجموعة للأعمال الفنيّة المسروقة التي وجدت طريقها للبلاد مجددًا.
وأشار بيان من وزارة الثقافة إلى أنّ هذه القطع تُقدّم "عيّنة للعديد من المنتجات القديمة لإيطاليا وجزرها"، وتتضمّن "سياقات أثرية عديدة ومتنوعة (جنائزية، وثقافية، وسكنية، وعامة)".
وتشمل القطع المستردّة من العصور الرومانية والإمبراطورية طاولةً برونزية من عائلة أرستقراطية إتروسكيّة، وأغطية رأس مخصصة للأحصنة أثناء المواكب، ولوحتين جنائزيتين، وتماثيل نصفية من الرخام، وأجزاء مختلفة من التماثيل، والأعمال البرونزية، ولوحة جدارية تعرض معبدًا صغيرًا، وفقًا لما ذكره بيان صادر عن الوزارة.
وتضمّنت الكنوز الأثرية أيضًا مشغولات ذهبية، وفضية، وبرونزية مرصّعة بالأحجار الكريمة، إضافةً للعظام، والكهرمان.
وتشمل القطع الأخرى الأسلحة، والتوابيت، والجِرار الجنائزية، وعناصر مخصصة للطقوس، والمفروشات المصنوعة من البرونز، والرخام، والفسيفساء، والزخارف المرسومة.
وأشارت الوزارة في البيان إلى اكتشاف هذه القطع من خلال "عمليات تنقيب سرية في الأراضي الإيطالية"، واستحوذت عليها شركة "سايمز المحدودة" بشكلٍ غير قانوني، والتي يمتلكها سايمز، وهو مُهرِّب كبير للسلع الثقافية.
وقال المدّعي العام الإيطالي، لورنزو داسشيا، خلال مؤتمرٍ صحفي: "كانت قد تمت مقاضاة الشركة، والتي لطالما عارضت محاولات الاسترداد المتكررة من قبل السلطة القضائية الإيطالية، (و) الخاضعة لإجراءات الإفلاس في المملكة المتحدة، في إيطاليا أيضًا عبر المدعي العام للبلاد من أجل إعادة البضائع، أو تقديم تعويض مدني لقاء الأضرار".
وسبق أنّ باع سايمز قطعًا أثريّة ثمينة لبعض من أكثر المتاحف المرموقة في العالم. واكتُشِفت جرائمه في عام 2016 أثناء مداهمة مستودع سويسري كان قد استأجره.
ولم يتحدث سايمز، والذي يبلغ الثمانينيات من عمره، إلى وسائل الإعلام منذ أعوام.
وأثناء محاكمة الأمينة السابقة لمتحف "جيه بول جيتي"، ماريون ترو، والتي وُجِّهت إليها تهمة الاتّجار غير المشروع بالآثار في إيطاليا خلال عام 2005، نفى سايمز الاتجار بالأعمال الفنية بشكلٍ غير قانوني.
وتم إسقاط التُّهم الموجّهة إلى ترو في النهاية.
وجرى التحقيق مع سايمز في الكثير من الأحيان، ولكن لم تُوَّجه إليه أي تهم بارتكاب جرائم مزعومة رُغم محاولات لا حصر لها من إيطاليا واليونان.
وتحظِّر أحكام التقادم القديمة الملاحقة القضائية.
وفي الأيام القليلة المقبلة، ستتم إعادة 71 قطعة أخرى موجودة في الولايات المتحدة حاليًا، بحسب ما أفاد به قائد الفِرقة الخاصّة بالفنون في شرطة "كارابينيري"، العميد فينسينزو مولينيزي.
وتُمثّل عودة هذه القطع الأثرية البالغ عددها 750 قطعة إنجازًا آخر في جهود إيطاليا لاستعادة كنوزها المسروقة.