دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عاشت إيزابيل لوكس، صانعة محتوى أمريكية، لحظات رعب أثناء انتظارها إجراء "بوتوكس باربي"، وهو عبارة عن حقن 40 وحدة من السم العصبي (الذيفان) في العضلة شبه المنحرفة التي تدعم الرقبة.
وكانت لوكس، البالغة من العمر 32 عاما، ترغب بتنحيف كتفيها استعدادًا لحفل زفافها، وكذلك للتخلص من بعض آلام أعلى ظهرها.
وكان الإجراء في الأصل مصمّمًا للمساعدة على تخفيف توتر العضلة شبه المنحرفة شديدة الإجهاد التي قد تسبّب الصداع النصفي وتوترًا شديدًا في الرقبة. والآن، ينفّذ هذا الإجراء خارج الاستخدام المعتمد لتقليص حجم الكتفين من الناحية التجميلية، ما يُطيل الرقبة.
ويحظى هذا الإجراء باهتمام ملحوظ على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي مقابلة هاتفية مع CNN، أوضحت الدكتورة باريشا أتشاريا، كبيرة أطباء التجميل في عيادة التجميل الطبية Waterhouse Young الشهيرة في لندن: "عندما تحقن مادة البوتوكس في العضلة، فإنها توقف الاتصال بالعصب".
وتابعت: "مع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى إضعاف العضلة وشلها. وبشكل غير مباشر، تتقلص العضلة".
وحصد وسم Barbie Botox (بوتوكس باربي) أكثر من 7 ملايين مشاهدة على منصة "تيك توك"، حيث توثق عيادات التجميل لحظة خوض عميلاتها الإجراء وتضيف تعليقات ورموز تعبيرية بألوان زهرية فاتحة.
ونال مقطع الفيديو الذي شاركته لوكس الذي يشرح بالتفصيل تجربتها الشخصية مع هذا الإجراء، أكثر من 250 ألف مشاهدة حتى الآن. وتنسب الفضل لنفسها في ابتكار هذه العبارة.
وقالت لوكس في مقابلة هاتفية مع CNN: "جاءت الفكرة من أنك ستبدين أكثر مثل باربي عندما تخضعين له (الإجراء)، ولا أعتقد أنه أمر سيء".
وتابعت: "إنه يُطيل الرقبة ويشد الكتفين وينتج عنه جسم رقيق للغاية عند تنفيذه بشكل صحيح".
ومع ذلك، إذا نفذ بشكل غير صحيح، أو بجرعة خاطئة، يمكن أن تتسبّب مادة البوتوكس بشلّ العضلات تمامًا، وفقا لما ذكرته الدكتورة أتشاريا.
ويمكن أن ينتقل السم العصبي أحيانًا من موقع الحقن الأصلي، ما يضعف الاتصال العصبي الخاص بالعضلات المحيطة الأخرى.
وقالت أتشاريا: "خصوصًا إذا كان حول الرقبة، فقد يكون ذلك غاية في الأهمية لأنه قد يؤثر على قدرتك على رفع رأسك بشكل صحيح".
تلقت لوكس تعليمات بتجنب حمل حقائب الظهر الثقيلة وممارسة التمارين الشاقة والمساج لمدة لا تقل عن 72 ساعة.
وتتذكر لوكس: "كنت في الواقع خائفة للغاية. بمجرد دخول (البوتوكس)، لا يمكنك فعل أي شيء لعكسه. وفي الأسبوع الأول شعرت بآلام وتوتر وتصلب كبيرين في عنقي وكتفي وأعلى ظهري. كنت قلقة للغاية".
وبعد شهرين، قالت لوكس إنها تشعر "بأنها أفضل من أي وقت مضى" وتخطط بالفعل لجلسة إعادة التعبئة خلال فصل الشتاء.
من المتوقع أن يتضاعف السوق العالمي لحقن الوجه بأكثر من الضعف في العقد المقبل، ليصل إلى 36.8 مليار دولار بحلول عام 2032.
وبحسب استطلاع أجرته الجمعية الدولية لجراحة التجميل عام 2021، سُجلت زيادة بنسبة 54.4% في الإجراءات طفيفة التوغل مثل البوتوكس والحشوات منذ عام 2017.
وتناقش لوكس بأنه لا ينبغي إدانة السعي التجميلي للحصول على ميزات مشابهة للدمى والنحافة بشكل عام.
على الإنترنت، وصفها أحد رواد التواصل الاجتماعي بتعليق بأنها معادية للنسوية وغير مستقرة نفسيا، وحتى "ضحية للنظام الأبوي".
وقالت لـCNN: "إن الرغبة في الظهور بمظهر معين اعتبر لقرون عدة أنه أمر تافه، ومضيعة للوقت وللمال، وعديم النفع، لا سيّما بالنسبة للنساء".
وتابعت: "لكن عندما يرغب الرجل في الظهور بمظهر معين، يُعتبر الأمر علميًا، ويبدو أنه رائع. أعتقد أننا بحاجة إلى التوقف عن التهكم على النساء بسبب اهتماماتهن، بما في ذلك الرغبة في الظهور بمظهر معين إذا كن يردن ذلك. إنه ليس أمرًا تافهًا، بل هو أمر حقيقي".
بالنسبة للدكتور أتشاريا، فإن بوتوكس باربي يتعارض بشكل مثير للسخرية مع الفيلم الذي يعرض حاليا.
قالت أتشاريا: "إنه مؤيّد للنسوية للغاية، ويبتعد عن إضفاء الطابع الجنسي على أجساد النساء والتفكير فيهن على أنهن مجرد أشياء".
وتابعت: "لا أحب حقيقة استخدام هذا الاتجاه لاسم باربي للقول إنه يجب أن يكون لدينا رقبة نحيلة. بل يجب أن نتقبل أنفسنا كما نحن عليه".