الصور الأخيرة لطاقم بعثة استكشاف من "آكلي لحوم البشر" بالقطب الشمالي.. إلى المزاد

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة
قبل مصير مأسوي..الصور الأخيرة لطاقم بعثة استكشاف منكوبة بالقطب الشمالي من عام 1845 للبيع في مزاد
Credit: Courtesy Sotheby's

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- باختفائها الغامض، وبعثات إنقاذها اليائسة، وحكاياتها الدموية عن أكل لحوم البشر، أسرت مرويات البعثة المنكوبة إلى منطقة القطب الشمالي بقيادة السير جون فرانكلين، ضابط البحرية الملكية البريطانية والمستكشف، عقول العامة خلال العصر الفيكتوري.

والآن، تعرض للبيع مجموعة من الصور الفوتوغرافية لفرانكلين وزملائه من كبار الضباط التُقطت في مايو/ أيار العام 1845، قبل ثلاثة أيام فقط من انطلاق رحلتهم البحرية، في مزاد تنظمه دار "سوزبي" للمزادات في لندن، بتاريخ 21 سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث من المتوقع أن تجلب ما يصل إلى 200 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 253 ألف دولار.

وقالت إميلي بيرمان، رئيسة قسم الصور الفوتوغرافية لدى دار "سوزبي" للمزادات، لـCNN: "من النادر لنا أن نحصل على عناصر بهذه الأهمية التاريخية وهي ملكية خاصة، أي ملكية عائلة السير جون فرانكلين من خلال النسب المباشر.. ثم تتاح لنا الفرصة لعرضها أمام الجمهور".

بتكليف من زوجة فرانكلين، جين، تمثل هذه المجموعة من صور كاميرا "الداجيرية"، وهي أول شكل ناجح من التصوير فوتوغرافي، آخر صور التقطت للرجال الـ14 التي افترض أنها كانت مفقودة حتى الآن.

ولفتت بيرمان إلى أنّ "زوجة فرانكلين كان لديها تنبؤ مستقبلي بتخليد هذه اللحظة المهمة والتاريخية لهذه الرحلة الاستكشافية التي كانت على وشك البدء، وهو أمر مؤثر للغاية عند النظر إلى الماضي، بالطبع، لأنهم اختفوا بعد ذلك".

وتابعت بيرمان أنّه "بتلك الصور، يمكنك حقًا ربط التاريخ الذي حدث خلال الـ170 عامًا، ماذا حدث بالضبط لفرانكلين، وماذا حدث لرجاله، وإلى أين ذهبت السفن؟".

البعثة المنكوبة من عام 1845 في القطب الشمالي
نقش يظهر نهاية رحلة السير جون فرانكلين المشؤومة في القطب الشمالي، مأخوذ من لوحة رسمها دبليو توماس سميث والمعروضة في الأكاديمية الملكية في العام 1896.Credit: Historia/Shutterstock

وفي 19 مايو/ أيار 1845، انطلق فرانكلين في بعثة ضمت سفينتين وطاقم مكون من 134 رجلاً، بهدف استكشاف 500 كيلومتر من ساحل القطب الشمالي، لاستكمال رسم الممر الشمالي الغربي. وقد تم تجهيزهم بما يكفي لثلاث سنوات من الإمدادات الغذائية المحفوظة.

لكن بعد مرور عامين من دون أي اتصال من قبل البعثة، طلبت السيدة فرانكلين من مكتب الأميرالية والشؤون البحرية في لندن بإرسال فريق بحث.

وانتظروا عامًا آخر، نظرًا لكمية الإمدادات الموجودة، قبل بدء جهود البحث والإعلان عن مكافأة تعادل مليوني جنيه إسترليني (2.5 مليون دولار) من أموال اليوم. 

وقالت بيرمان: "هذه هي الصور التي صنعت منها النقوش التي ظهرت في مجلة أخبار لندن المصورة عام 1851".

وتابعت: "هذه الصور الشخصية التي يعتمد عليها معظم الناس، عندما تفكر في معرفة ما كان يبدو عليه فرانكلين والضباط.. هذه الصور الداجيرية التي يستمد معظم الناس مرجعيتهم منها".

مثل هذا المكافأة الكبيرة دفعت إلى إجراء العديد من عمليات البحث، حيث فقد المزيد من الرجال والسفن أثناء البحث عن فرانكلين ورجاله مقارنة مع البعثة الأصلية ذاتها.

وقالت بيرمان إنّ الصور كانت "تقريبًا بمثابة دعوة للتجمع، لأنه عندما يمكنك تعيين صورة لقصة ما، فإن ذلك يجعلها أكثر إنسانية بكثير".

بعد سنوات، في عام 1854، قيل للمستكشف الاسكتلندي جون راي من قِبل صيادي الإينويت، أنّ السفنتين قد حصرتا في الجليد وتوفي الرجال بسبب البرد، كما أنهم لجأوا حتى إلى أكل لحوم بشرية.

لكن ما برح الغموض يلفّ مصائر الطاقم النهائية، حتى عند اكتشاف السفنتين ي القرن الـ21 من خلال خدمة الحدائق الوطنية الكندية والمجتمعات الإينويتية - عثر على سفينة HMS Erebus عام 2014، وسفينة HMS Terror عام 2016.

مصير البعثة المأساوي الذي لا يزال غامضًا إلى حد كبير، استمر في جذب اهتمام الجمهور، ما جعله مصدر إلهام للأعمال الخيالية، ضمنًا مسلسل AMC الصادر عام 2018 "The Terror"، الذي قام ببطولته الممثل البريطاني جاريد هاريس.