على طريقة أثاث "إيكيا"..منظمة تعيد ابتكار مفهوم المأوى لمنكوبي الكوارث

ستايل
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في يونيو/ حزيران العام الماضي، فقدت جيتا كوماري بوميك وعائلتها منزلهم بسبب الفيضانات في ولاية آسام شمال شرق الهند. وأثّرت الأمطار الغزيرة ذلك الصيف على أكثر من 5 ملايين شخص، وكانت بوميك البالغة من العمر 44 عامًا من بين مئات الآلاف من النازحين في جميع أنحاء المنطقة.

وقالت بوميك لـ CNN، عبر مترجم، في مقابلة عبر الهاتف: "لقد فقدنا كل شيء".

ومع بقاء الكثير من الأشخاص بلا مأوى، سارع المسؤولون والمنظمات غير الحكومية للمساعدة. ولكن بدلاً من إرسال الخيم، عقدت منظمة "SEEDS" الهندية غير الربحية شراكة مع مؤسسة "Better Shelter" السويدية لتوزيع أكثر من 100 من منازلها المؤقتة المستوحاة من أثاث شركة "إيكيا".

ومثل أثاث "إيكيا"، تأتي منازل "Better Shelter" داخل عبوات مسطحة يمكن شحنها وتجميعها بسهولة في غضون ساعات، من دون الحاجة إلى أدوات التركيب أو كهرباء.

تتكون كل وحدة من هيكل معياري ويتم استكماله باستخدام مواد محلية، مثل الخيزران أو الخشب، قبل تجهيزها بباب قابل للقفل ومصباح يعمل بالطاقة الشمسية.

مأوى على طريقة أثاث إيكيا
جيتا كوماري بوميك، خارج منزلها الجديد في منطقة كالين في ولاية آسام الهنديةCredit: Sahiba Chawdhary

وأوضحت بوميك أنها انتقلت هي وعائلتها للعيش داخل إحدى الوحدات في غضون خمسة إلى ستة أيام من علمهم بتخصيص مأوى لهم، قائلة: "لقد أصبح منزلنا منذ ذلك الحين".

إعادة النظر في الاستجابة لحالات الطوارئ

وذكرت مؤسسة "Better Shelter" أنها قامت بتسليم أكثر من 80 ألف مأوى مؤقت إلى أكثر من 80 دولة منذ عام 2013. وكانت هذه الهياكل بمثابة منازل وعيادات وقاعات دراسية، فضلاً عن مباني مجتمعية.

تتكون الوحدات عادة من إطار معياري يمكن استكماله باستخدام مواد من مصادر محلية مثل الخيزران أو الخشب، قبل أن يتم تجهيزها بباب قابل للقفل ومصباح يعمل بالطاقة الشمسية.

ويأمل المدير الإداري للمنظمة، يوهان كارلسون، في الابتعاد عن الخيم المؤقتة من خلال منح النازحين منازل تدوم لفترة أطول من 6 أو 12 شهرًا.

وقال كارلسون لـCNN في مقابلة عبر الهاتف: "يعتقد غالبيتنا أن المخيمات هي مساحات مؤقتة، ولكن الحقيقة هي أن الكثير من الناس ينتهي بهم الأمر إلى قضاء سنوات وعقود هناك".

مأوى على طريقة أثاث إيكيا
بعد أن فقد منزله في الفيضانات المدمرة في ولاية آسام العام الماضي، قام جيريندرا بهاكتي البالغ من العمر 73 عامًا بتحديث مأوى Better Shelter - الذي يتقاسمه مع أحفاده - باستخدام المواد المحلية.Credit: Sahiba Chawdhary/Better Shelter

ولفت إلى أن الوحدات المعيارية لا توفر "سلامة أفضل فحسب، بل توفر الحماية وكرامة العيش أيضًا".

وبدأ كارلسون في تطوير مفهوم الإسكان في منظمة "Better Shelter" كمصمم مستقل في عام 2010، عندما طلب منه تحسين تصميم خيم الإغاثة في حالات الكوارث من قبل مشروع مساعدات صغير.

وتذكر قائلاً: ”لقد أذهلتني كم كانت قديمة وواهية، مع الأخذ في الاعتبار أنه كان من المفترض أن توفر للاجئين ملاذا"، مضيفًا: "لم تكن تلك الخيم مصممة لتدوم طويلاً. لذلك بدأت أفكر في البدائل”.

وسرعان ما تبادر إلى ذهنه مفهوم الأثاث الجاهز للتجميع من "إيكيا".

مأوى على طريقة أثاث إيكيا
داخل واحدة من 80 ألف وحدة مؤقتة وزعتها منظمة Better Shelter منذ عام 2013.Credit: Sahiba Chawdhary/Better Shelter

وأشار كارلسون إلى أن التواصل معهم للحصول على الدعم بدا وكأنه الشيء الأصح الذي يجب القيام به.

وتُعد مؤسسة "إيكيا" الآن الداعم الرئيسي لمشروعه. وبمساعدة الشركة السويدية المتعددة الجنسيات، أنشأ كارلسون وفريق صغير من المصممين والمهندسين سلسلة من ملاجئ الطوارئ الجاهزة للتجميع، والتي قاموا بإطلاقها بإثيوبيا في عام 2013.

خلال أربع ساعات.، يمكن تجميع هذه الوحدات الأصلية التي تبلغ مساحتها 188 قدمًا مربعًا، من دون أدوات.

ويمكن أن تستوعب ما يصل إلى خمسة أشخاص، رغم أن عمرها الافتراضي يبلغ ثلاث سنوات، إلا أن كارلسون قال إن العديد منها ما زال واقفا بعد مرور خمس سنوات.

وقال: "أحب أن أعتقد أنهم تحدوا الطريقة التي يمكن بها تقديم المساعدات الطارئة".

مأوى على طريقة أثاث إيكيا
صُنع هذا المأوى الذي يأوي امرأة وطفلتها من الخيزران وألواح الألمنيوم وخليط من الطين وروث البقر.Credit: Sahiba Chawdhary/Better Shelter

كما قضى فريق "Better Shelter" بعض الوقت في مخيم للاجئين تابع للأمم المتحدة في إيران، وأجرى مقابلات مع اللاجئين الصوماليين في شمال كينيا قبل استكمال ملاجئه الأولى.

وقال كارلسون إن "الاعتماد على آراء الناس أمر ضروري. ويختلف كل شخص وكل موقف، ولكن إذا لم يكن هناك حوار مع المتواجدين على الأرض، فلن تتمكن أبدًا من صنع نموذج أولي ناجح".

وكان أحد الطلبات الشائعة من اللاجئين هو الحصول على مزيد من الخصوصية، أي القدرة على إغلاق أبوابهم ببساطة، وتسهيل إمكانية إصلاح أي أضرار تلحق بمنازلهم الجديدة.

وأوضح كارلسون: "منذ البداية، قمنا بتصميم الوحدات بطريقة تتيح إمكانية إصلاحها وترقيتها وحتى توسيعها".

وأضاف:"الأمر كله يتعلق بالتفكير على المدى الطويل، وليس فقط في حالة الطوارئ الفورية".

نشر