دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف فنان الشارع الفرنسي جي آر النقاب عن أكثر أعماله الإيطالية تعقيدًا حتى الآن، حيث حوّل ساحة تقع خارج محطة ميلانو المركزية إلى موقع عرض مؤقت بأبعاد أسطورية.
ويستحضر العمل الفني الذي يحمل عنوان "La Nascita" (الولادة) تضاريس جبال الألب الوعرة مع صور متعددة الطبقات باللونين الأبيض والأسود.
ويهدف العمل الفني الذي يُعتبر جزءًا منه بمثابة تأمّل تاريخي وآخر كتجربة اجتماعية إلى تحويل المحطة، التي تُعد مركز النقل الأكثر ازدحامًا في المدينة وبؤرة ساخنة سيئة السمعة لوقوع الجرائم الصغيرة، إلى مكان للقاءات العابرة.
وأوضح جي آر لصحيفة "The Art Newspaper" خلال حفل إطلاق العمل الفني في ساحة دوكا داوستا، وهي ساحة واسعة تقع في ظل واجهة المحطة التي يبلغ ارتفاعها 50 مترًا أنه "في الأماكن التي تعاني من مشكلات اجتماعية، يتمحور عملي حول جمع الناس معًا".
ويعود هذا التركيب الفني، الذي يتزامن مع أسبوع التصميم في ميلانو، ويستمر حتى الأول من مايو/ آيار المقبل، إلى العصر الذهبي للسفر بالسكك الحديدية في شمال إيطاليا.
وقبل عقود من افتتاح الديكتاتور بينيتو موسوليني المحطة في الثلاثينيات كنصب تذكاري للقوة الفاشية وقوتها، وضع الملك فيتوريو إيمانويل الثالث حجر الأساس الرمزي للمحطة في عام 1906، بعد وقت قصير من الانتهاء من نفق سكة حديد سيمبلون العابر لجبال الألب الذي يربط بين إيطاليا وفرنسا، ما حوّل ميلانو إلى مركز للتنقل.
وبتكليف من المحطة المركزية، يستحضر العمل الفني الجبال التي حُفر النفق منها، مع لصق صور ورقية على ألواح عمودية موزعة لتشكيل تركيبة متدرجة تظهر المحطة خلفها.
وبينما أن مشروعي فلورنسا وروما يتألفان من صور مسطحة مثبتة على واجهات المباني، إلا أن جي آر حاول جاهدا في ميلانو لخلق إحساس بالعمق.
وقال الفنان الفرنسي: "إنها المرة الأولى التي أقوم فيها بعمل من هذا القبيل مع طبقات عديدة"، مضيفًا أن "المبنى هائل للغاية، ونادرا ما أعمل على مبان بهذا الحجم".
ويأمل جي آر أن يساهم العمل الفني في إظهار المنطقة بشكل جديد، قائلا: "رغم أن المعرض مؤقت، إلا أنه حتى بعد اختفائه، لن يتمكن الزوار من رؤية (المحطة) بالطريقة ذاتها".
وأضاف أن "تغيير وجهات النظر حول الأشياء يُعتبر دائمًا طريقة للنظر إلى العالم بشكل مختلف، وهذا ما أسعى دوما للقيام به، مهما كانت الظروف".