دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اختفت حيل الموضة المتعارف عليها خلال فعالية أسبوع الموضة في ميلانو بإيطاليا، وبدلاً من ذلك، قام مصممو الأزياء بإضفاء إشارات أكثر جديّة تشجّع على الشراء الاستثماري.
وبدا أن الصيحات الجديدة الجريئة قد توقّفت أيضًا، حيث ضاعفت دور الأزياء جهودها في لمساتها التي تميّزها.
ولم تكن الفعالية بمثابة احتفالاً بالموضة، بل كانت بمثابة لحظة للتأمّل.
واعتلى كبار مصممي الأزياء منصة العرض للتأكيد على الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه الموضة، مع الاعتراف - بدون تحديد - بالاضطرابات المتزايدة التي يواجهها العالم.
خلف الكواليس، بعد انتهاء عرض الأزياء الخاص بمجموعتها، قالت ميوتشيا برادا إن نقطة البداية بالنسبة لها وللمؤسس المشارك راف سيمونز كانت "الحاجة الغريزية للحب والخير... خاصة في مثل هذا الوقت".
وخلال عرض أولي أقيم في مكتبها بالمدينة، عبّرت دوناتيلا فيرساتشي عن الشعور ذاته قائلة: "نحن نعيش في العالم الذي نعيشه اليوم، ونحن بحاجة إلى الشجاعة للمضي قدمًا، والموضة تعد وسيلة للإيجابية والعمل الجماعي".
ويوافقها بذلك الرأي جورجيو أرماني، قائلا: "نحن لا نغير العالم، ولا نستطيع حل مشاكل العالم، ولكن يمكننا أن نمنح الناس لحظة من الخفّة".
وكان ماتيو بلازي من علامة "بوتيغا فينيتا" هو الأكثر مباشرة عندما صرّح قائلا: "في عالم يحترق، هناك عنصر إنساني للغاية من مجرد ارتداء الملابس… جميعنا نشاهد الأخبار ذاتها. من الصعب أن نكون محتفلين في هذه المرحلة. ومع ذلك، فإن فكرة الولادة الجديدة جميلة أيضًا".
وقد تردد صدى هذا الشعور بشكل واضح في جميع المجموعات المعروضة فيما يمكن أن يُسمى "أنماط فرانكن"، أي مزج جزء من شيء مع جزء آخر، وتخيّيطهما معًا ليصبحا قطعة ملابس هجينة.
وفي عرض "برادا"، ما بدا وكأنه سترة صوفية من الأمام كان يتمتع بصدرية من الساتان في الخلف، في حين كانت التنانير عبارة عن مزيج من المئزر وفستان النوم النسائي الشفاف.
وفي عرض أزياء " بوتيغا فينيتا"، ظهرت تصاميم "مدمجة ومضغوطة" من عصور مختلفة وفساتين ضيقة مع دبابيس، بينما في عرض علامة الأزياء الإيطالية "MSGM"، كان لدى ماسيمو جيورجيتي سحّابات ملفوفة حول الجسم مثل الغرز التي تربط كل التفاصيل معًا، وكأنها قابلة للانهيار في أي لحظة.
وقد لعب موضوع القطع الملتوية دوراً في الأزياء المعروضة في مجموعات "فيراغامو"، و"فندي"، و"برادا"، التي بشّرت بتطوّر قطعة تمزج بين الكنزة والبلوزة.
وبعيدا عن الأحذية الجلدية السوداء التي طغت على معظم المجموعات، كان حذاء الموسم هو الحذاء المزيّن بالكامل. وفي عرض "جيل ساندر"، كانت الأحذية ذات الكعب العالي مغطاة بشعر الماعز الأسود. وفي عرض "تودز"، قام المدير الإبداعي الجديد ماتيو تامبوريني بإضفاء لمسة جمالية على حذاء Gommino من خلال إضافة شراشيب جلدية تغطيه بالكامل.
ورغم أن عقد الثمانينيات كان بمثابة العقد الذي فضل الناس نسيان أزيائه، إلا أنه يبدو أنه يباشر في الظهور مجددًا ببطء. وأعادت دوناتيلا فيرساتشي السترة التي صممتها للموسيقار برنس من تلك الحقبة، وقالت إنها "قطعة من شأنها أن تجعله يبدو أطول".