دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعينين تختفيان وراء حافة قبعتها الصوفية التي تتخذ طراز قبعات القوارب، وقفت ميلانيا ترامب خلف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على المنصة بالقاعة المستديرة في مبنى الكابيتول بالولايات المتحدة، بينما كان يؤدي اليمين الدستورية.
وصُممت القبعة، التي كانت إضافة صارمة لزي عسكري الطراز وأنيق، من قبل صانع القبعات المقيم في مدينة نيويورك الأمريكية إريك جافيتس. وكان معطفها الأزرق المصنوع من مزيج الحرير والصوف مزدوج الأزرار مشدودًا عند الخصر مع ساقين مكشوفتين، وحذاء بكعب عالٍ.
وكان قد صمم المعطف آدم ليبس، وهو مصمم مقيم في مدينة نيويورك الأمريكية قام بتصميم أزياء لكل من بايدن وميشيل أوباما.
وتحت المعطف المصمم خصيصا، كان هناك تنورة ضيقة مصنوعة من مزيج الحرير والصوف، وبلوزة من الكريب الحريري باللون العاجي مطوية بشكل دقيق في ياقة حادة، وجميعها خيطت يدويًا من قبل فريق ليبس في مدينة نيويورك الأمريكية.
وقال ليبس في بيان: "تقليد التنصيب الرئاسي يجسّد جمال الديمقراطية الأمريكية، واليوم تشرّفنا بإلباس السيدة الأولى، ميلانيا ترامب. وقد صمم زي السيدة ترامب من قبل بعض أمهر الحرفيين في أمريكا، وأنا فخور جدًا بعرض هذا العمل أمام العالم".
وأوضحت البروفيسورة نيكولا غوتغولد، وهي مؤلفة كتاب "انتخاب السيدة نائب الرئيس: عندما تترشح النساء، تفوز النساء"، في رسالة بريد إلكتروني لـ CNN: "(مع) وجهها نصف المختبئ تحت قبعتها، تبقى ميلانيا منعزلة".
وقد ظهرت بإطلالة تثير الغموض مع لمسة حادة، وهو أمر ليس غريبًا عن ميلانيا. إذ أنه خلال فترة ولايتها الأولى كسيدة أولى بين عامي 2017 و2021، تطورت أزياء ترامب لتشمل المزيد من الفساتين والبدلات ذات التصاميم المستوحاة من الطابع العسكري بألوان الكاكي، والأزرق الداكن، والرمادي.
وأشارت كيت بينيت، وهي مراسلة سابقة لـCNN في البيت الأبيض، قبل حفل التنصيب: "مع ظهور شخصيتها العامة، كانت لا تزال تتوق إلى الخصوصية. وأعتقد أن ملابسها عكست ذلك حقًا... أصبحت إطلالاتها ذات أكمام طويلة، وخصور مشدودة، وأكتاف حادة، وتنورات أطول، وكأنها مستوحاة من الطابع العسكري. أعتقد أن السبب في ذلك هو أنها شعرت وكأنها درع... لأنها خضعت لأربع سنوات من التدقيق المكثف".
وقد برزت أزياء السيدة الأولى الجديدة المنظمة والدقيقة بشكل أكثر وضوحًا عندما وقفت بالقرب من جيل بايدن، التي اختارت إطلالة أكثر نعومة، على درجات البيت الأبيض. وقد صمم رالف لورين معطف بايدن الفضفاض برباط عند الخصر والبلوزة، وكلاهما باللون الأرجواني الذي يرمز إلى الوحدة بين الحزبين. وقد أشيد بهذه العلامة التجارية الأمريكية العريقة لتصميمها إطلالة ميلانيا ترامب ذات اللون الأزرق الفاتح خلال حفل تنصيب زوجها عام 2017، والتي شبّهها الكثيرون بإطلالة جاكي كينيدي.
وإذا كانت ترامب قد أملت قبل ثماني سنوات في تقليد واحدة من أكثر السيدات الأوائل احتراما في التاريخ، فإنها تحاول شيئا جديدا هذه المرة.
وقالت غوتغولد إن قبعة ترامب استحضرت "هالة ملكية"، بينما قالت فانيسا فريدمان، الناقدة الرئيسية للأزياء في صحيفة "نيويورك تايمز"، لمذيع CNN أندرسون كوبر، إن ميلانيا بدت "أشبه بمربية للعائلة الملكية أكثر من كونها سيدة أمريكا الأولى".
في عام 2017، استخدمت القوة الناعمة للأزياء لتتماشى مع زوجة الرئيس الأكثر قربًا من الشعب. أما الآن، فيبدو أن أزياء السيدة الأولى تدور حول صنع مسافة، أي درع مادي عن العالم الخارجي.
وبدلا من ذلك، كانت أوشا فانس، وهي زوجة نائب الرئيس الجديد جيه دي فانس، هي التي بدت وكأنها تستوحي من جاكلين كينيدي. وقد شوهدت فانس مرتدية معطفًا من الكشمير باللون الوردي الفاتح من تصميم "أوسكار دي لا رينتا"، وهو لون يبدو أنه لا ينفصل عن إرث كينيدي، بدءًا من فستان "ديور" الوردي الذي ارتدته لاستقبال وزير الثقافة الفرنسي بالبيت الأبيض في عام 1962 إلى بدلة "شانيل" التي ارتدتها في اليوم الذي اغتيل فيه زوجها.
وعلى نحو مماثل، وصلت بريسيلا تشان مع زوجها مارك زوكربيرغ مرتدية طقمًا باللون الأزرق الفاتح وثلاثة خيوط من اللؤلؤ، وهي إطلالة مستوحاة من الستينيات.
مع ذلك، لم يكن الجميع يتّبع قواعد تاريخ الموضة على ما يبدو. وقد حضرت الصحفية الأمريكية وزوجة جيف بيزوس، لورين سانشيز، مرتدية بدلة بيضاء بدون قميص، كاشفة عن صدرية مشابهة لطراز الملابس الداخلية.
بينما حرصت ميلانيا على ارتداء تصميم أمريكي، تبنّت إيفانكا ترامب أسلوبًا أوروبيًا في إطلالتها، حيث حضرت الحدث مرتدية قبعة على طراز البيريه باللون الأخضر الغامق وحقيبة من العلامة التجارية كريستيان ديور.