رأي.. ما هي التحديات الأمنية لتشغيل الطائرات بدون طيار بحياتنا؟

اقتصاد
نشر
8 دقائق قراءة

بقلم شيري زامير، النائب الأول لرئيس حلول إنترنت الأشياء لمنطقة رابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط وأفريقيا في جيمالتو. (ملاحظة المحرر: جيمالتو، شركة عالمية بالأمن الإلكتروني، الآراء الواردة في هذا المقال تعكس وجهة نظر الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر لـ (CNN)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تحولت الطائرات بدون طيار "Drones" من تقنية غامضة نسبياً إلى معدات عالمية الانتشار في غضون سنوات قليلة، لتصبح الآن مشهداً مألوفاً في جميع أنحاء العالم. وتتنوع استخداماتها لتشمل التقاط الصور الجوية، وتسليم البضائع، ومراقبة الطقس، ومسح المباني الشاهقة، والأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم. وهي تلعب الآن وعلى نحو متزايد أدواراً هامة في القطاعين العام والخاص.

وبفضل تطور خواص التحكم عن بعد والتحكم الذاتي لهذه المركبات، تمكنت الطائرات بدون طيار من إدخال فوائد جمة لمجموعة من القطاعات، بما في ذلك الزراعة والمرافق والخدمات اللوجستية على سبيل المثال لا الحصر. وفي جميع أنحاء العالم، يتم اختبار وتطوير الطائرات بدون طيار لرفع الكفاءة وتوفير التكلفة والوقت، وفي الوقت نفسه زيادة الدقة والجودة.

ويشهد إنتاج الطائرات بدون طيار للاستخدام الشخصي والتجاري نمواً سريعاً، حيث من المتوقع نمو عائدات السوق العالمية إلى أكثر من 6 مليارات دولار في عام 2017 وإلى أكثر من 11.2 مليار دولار بحلول عام 2020 وفقا لبحوث "غارتنر". وسيتم إنتاج ما يقرب من ثلاثة ملايين طائرة بدون طيار في عام 2017، أي بزيادة قدرها 39 بالمائة عن عام 2016. ويرجع هذا النمو في الأساس إلى ثلاثة عوامل رئيسية هي: اتضاح اللوائح التنظيمية المتعلقة بتشغيلها، وانخفاض تكاليف إنتاجها، والأهم من ذلك، الابتكار المستمر الذي يجعل من الطائرات بدون طيار أدوات هامة لجمع البيانات.

قد يهمك.. شاهد.. طائرة بدون طيار بحجم العصفور يصعب رصدها

وهناك طفرة في استخدام الطائرات بدون طيار في جميع أنحاء العالم. فعلى الرغم من زوبعة اللوائح الحكومية التي تمر بها العديد من البلدان لإصدار الموافقات على استخدام هذه التقنية في المناطق الحضرية، إلا أن هناك تقدما ملموساً في هذا المجال. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال، تنظم الهيئة العامة للطيران المدني قطاع الطيران في الدولة وتحمي سلامة وأمن مجالها الجوي، وذلك يشمل استخدام الطائرات بدون طيار. وحاليا، لا يُسمح لهذه الطائرات بالعمل في غضون خمسة كيلومترات من مطارات الإمارات العربية المتحدة لتجنب حوادث الاصطدامات الجوية مع حركة الملاحة الكثيفة لهذه البؤر الحيوية. وأدخلت الهيئة العامة للطيران المدني لوائح أكثر صرامة على تشغيل الطائرات بدون طيار من قبل الجمهور، بحيث لا يسمح لهم باستخدامها إلا بتصريح حكومي. ومع ذلك، هناك كيانات مثل سلطة واحة دبي للسيليكون وهيئة كهرباء ومياه دبي تستخدم الطائرات بدون طيار لأعمال المراقبة والرصد الفعالة.

ومع ازدياد انتشار الطائرات بدون طيار في القطاعين العام والخاص محلياً ودولياً، من الضروري معالجة القضايا الأمنية المتعلقة بها. فالطائرات بدون طيار حال تزودها بأجهزة الاستشعار هي مصدر جديد للمعلومات الرقمية. ويمكن لهذه البيانات الشخصية والحساسة التدفق للفضاء الإلكتروني، وهناك قلق واسع حيال إمكانية وقوعها في الأيدي الخطأ. فعلى سبيل المثال، لدى القراصنة القدرة على اختراق شبكات الواي فاي باستخدام الطائرات بدون طيار لاعتراض المعلومات الحساسة. والطائرات بدون طيار هي أساسا أجهزة استشعار طائرة تتواصل عبر الإنترنت، وتلتقط وتنقل البيانات إلى السحابة على الدوام، لذا ليس من المستغرب ارتباطها بمجموعة من المخاوف الأمنية.

أيضاً.. FBI: خبير أمن إلكتروني يسيطر على محرك طائرة بعد قرصنتها

لحسن الحظ، هناك حل لمعالجة هذه التحديات المحتملة. عن طريق اعتماد نهج شامل للتأمين يشمل الجهاز والشبكة وحتى السحابة الرقمية لمواجهة مخاطر الاختراق، وهي حلول توفرها شركات التقنية الرائدة مثل "جيمالتو"، بحيث لا يقتصر التأمين على العتاد فحسب بل يشمل كامل منظومة "إنترنت الأشياء". وفيما يلي بعض المبادئ لبناء بنية تحتية قوية وآمنة:

الأمن من صميم التصميم:

يجب على المطورين تقييم الاحتياجات الأمنية للطائرات بدون طيار في بداية عملية التصميم والنظر في الطبيعة الديناميكية للتهديدات الإلكترونية. وينبغي أن يشمل التقييم جميع العناصر: الجهاز، والشبكات، والحوسبة السحابية، وقياس أثر الاحتيال وتكلفة ما يلزم حمايته، لتحقيق التوازن الأمثل.

تأمين الطائرة نفسها:

هناك خطوتان لتأمين العتاد (في هذه الحالة، الطائرة بدون طيار)، الأولى تنطوي على تجهيزها بهويات قوية. فلحماية سلامتها يتعين على المصنعين الاستثمار في أطر أمنية مناسبة، سواء كانت قائمة على العتاد أو البرمجيات أو مزيجاً من الاثنين معاً. ويجب أن تكون هذه الأجهزة المتصلة قادرة على إجراء عمليات المصادقة المتبادلة مع الأجهزة الأخرى والسحابة والشبكة، بحيث تسمح فقط للوصول المصرح به. أما الخطوة الثانية فهي إدارة الدورة الأمنية بكفاءة بحيث تتكيف الطائرة مع التهديدات الديناميكية عبر البرامج الأمنية وتحديثاتها المنتظمة.

تأمين الحوسبة السحابية:

يجب حماية البيانات التي تتداولها أجهزة إنترنت الأشياء، سواء أثناء التنقل أو السكون، والتأكد من تشفيرها بشكل صحيح. كما يجب التحكم في الوصول إلى بيانات الطائرات بدون طيار من الأجهزة الذكية (الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية) أو خوادم التطبيقات بشكل صارم من خلال آليات المصادقة القوية.

تأمين الشبكات وحماية البيانات من على الشبكة:

في كل لحظة أثناء رحلتها، تحتاج البيانات القادمة من الطائرات بدون طيار إلى الحماية، وإلا فإنها قد تقع في الأيدي الخطأ. ومن خلال مجموعة من التقنيات مثل التشفير يمكننا التخفيف من مخاطر الهجمات السيبرانية.

وعبر اتباع هذه المبادئ، يمكننا المساعدة في ترسيخ بنية تحتية آمنة تسمح للطائرات بدون طيار بالازدهار والوصول إلى كامل إمكاناتها دون تعريض ثقة المستخدم للخطر.

المزيد.. هكذا سيحارب الجيش الأمريكي الطائرات الموجّهة

عصر الطائرات بدون طيار يمر بتطور مثير. فهي أداة رائعة تتحلى بقدرات مذهلة وحركة لا محدودة تقريباً. وقريباً، ستكون الطائرات بدون طيار قادرة على شحن البضائع بكفاءة، ما سيتيح سلسلة من فرص غير مسبوقة لمختلف الصناعات. وقد بدأت الحكومات والشركات بفهم طرق الاستفادة من هذه الأداة القوية وإيجاد طرق جديدة للعمل معها. ومع ذلك، يجب أن يكون الأمن في صميم كل استراتيجية أعمال، عندها فقط يمكن اعتبار الطائرات بدون طيار أداة قيّمة ومثيرة للإعجاب.