منتزه شيناندواه الوطني، فيرجينيا، الولايات المتحدة (CNN)-- احذر، فهذا المنتزه مسكون بالأشباح.
منذ مدة لم تتجاوز الـ 15 عاماً، بدأت شجرة الأتسوغة بالتكاثر حتى شكّلت بستاناَ كبيراً. وتعتبر هذه الشجرة الصنوبرية الضخمة من بين الأشجار الأكثر شهرة في شرق أمريكا ما جعل المتنزه بمثابة محمية طبيعية.
قد يهمك أيضاً: حلة سفاري وكأنك في كوكب آخر... أهلاً بكم في يوتا
لكن اليوم، سيطر العفن على 95 في المائة من تلك الأشجار، ما حوّلها إلى أشباح رمادية، فيما تقف بعض الأشجار التي ما زالت حية وحيدة، بينما يمتص العفن الحياة منها تدريجياً.
وبحسب القصص المحليّة، بعض تلك الأشجار يفوق عمرها الـ 500 سنة، وحماها رجل اسمه جورج فريمان بولوك وزوجته آدي من الحطّابين، الذين قدموا لقطعها منذ قرن من الزمن. ودفع الزوجان 10 دولارات للحطابين مقابل كلّ شجرة يتخلون عن قطعها.
وتحت ظلال شجرة الأستوغة وبالقرب من مجرى النهر، لا تتجاوز درجات الحرارة الـ 13 درجة تحت الصفر، وتكثر الطيور المغرّدة المهاجرة.
لكن، ومع تعفن تلك الأشجار، لم يعد للأسماك أو الطيور أي وجود. وبحسب عالم الأحياء في منتزه شيناندواه، رولف غلبر، فإنه لا يوجد طريقة لمحاربة انتشار العفن بين الأشجار.
العدو
أما العدو الطبيعي الذي يحارب تلك الأشجار فلا يتجاوز حجمه حفنة من الغبار المتكتّل، ما يفسّر صعوبة محاربته. وهو حشرة تطلق مادة زغابية لحماية نفسها وبويضاتها. وتمتص تلك الحشرة التغذية من شجرة الأتسوغة، وتصمد الأشجار بين ثلاث وعشر سنوات قبل أن تقضي الحشرة عليها.
ورغم سعي المنتزهات لحماية الأشجار، من خلال استخدام الزيوت والصابون المضاد للحشرات والمبيدات، إلا أن الحلول تبقى باهظة الثمن وصعبة التطبيق على آلاف الأشجار في المنتزه.
قد يهمك أيضاً: لن تصدّق كيف تكوّن هذا النفق في جزيرة هاواي
ولأن مصدر الحشرة المفترسة هو اليابان، تم استيراد العدو الطبيعي لتلك الحشرات إلى الولايات المتحدة، وهو نوع من الخنفساء التي تتغذى على العفن. ورغم أن النتائج تبدو واعدة، ما زالت الطريق طويلة للحد من انتشار العفن.
لكن، قد لا تكون فترة طويلة كثيراً إذا أخذنا في الحسبان أن الأشجار تبلغ من العمر مئات السنوات.