دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هوانغ شيويه
جينغ، قصة قزم توقف جسمه عن النمو بسبب إصابة بعموده الفقري وهو
في الثامنة من عمره، حيث تجنب إجراء العملية، التي حذر منها الأطباء،
لأنها قد تصيبه بالشلل.
يبلغ طول جينغ حالياً 130 سنتيمتراً فقط، أي أكثر بقليل من أربعة
أقدام. وكان جينغ قد درس التصميم الغرافيكي في مدرسة مخصصة
للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في الصين، ومن ثم استغل مواهبه
لتأدية فنون الرقص والغناء للسياح في مملكة صغيرة. ويعيش في هذه
المملكة حوالي الـ 100 شخص من الأقزام، علماً بأنه يجب ألا يتخطى
طول القزم 130 سنتيمتراً.
ويقوم مدراء المملكة بالإعلان عن فرص عمل في مدارس مخصصة لذوي
الإحتياجات الخاصة في منطقة كونمينغ الصينية، حيث تعمل على توفير
الإقامة لموظيفها، بالإضافة إلى مستلزماتهم الأساسية.
وتواجه المملكة، التي تأسست في العام 2009، العديد من
الانتقادات، حيث اعتبرها البعض بمثابة مكان سيئ جداً، بسبب الاستغلال
المسيء للأشخاص قصيري القامة. وسلطت مجموعة لدعم قصيري
القامة في الولايات المتحدة الأمريكية، ليتل بيبول أوف أميركا،
الضوء على أن الآراء تختلف حيال ما إذا كان الأمر يُعتبر إعاقة
أم لا.
وبعد ثلاث سنوات ونصف، اختار جينغ أن يعمل بشكلٍ مستقل في كونمينغ
لأنه يفضل "المناطق الأكثر حيوية،" وخصوصاً أن الحياة في المملكة
"معزولة" تماماً. ويعمل جينغ حالياً كمغنٍ لموسيقى الروك في
الحانات وحفلات الزفاف، ويتراوح راتبه بين 740 دولاراً وثلاثة آلاف
دولار شهرياً.
وقال الزميل السابق لجينغ، يانغ تشيان جون، الذي خرج أيضاً من المملكة
ليبحث عن فرصة عمل جديدة، إنه "يتعين على أشخاص مثلنا إنقاذ
المستقبل."
ويعمل يانغ حالياً كمضيف في مطعم في كونمينغ، ويكسب حوالي 440 دولاراً
خلال فترة الصيف. وقال يانغ إنه لا يواجه التمييز عادةً، ولكن غالباً
ما يحدق فيه الأطفال.
وما زال البعض يعتقد أن الأشخاص قصيري القامة "عار" على العائلة
وخصوصاً في الصين والمناطق الريفية، وعانى العديد من قصيري
القامة من التجارب السيئة، حيث أوضح المغني، لي جيا، الذي عمل في
الحديقة لمدة ست سنوات، أن "العالم الخارجي ينظر إلي وكأنني وحش."
وبحسب تقديرات اتحاد المعاقين في الصين، في العام 2006، يبلغ عدد
الأشخاص من ذوي الإعاقة حوالي 83 مليون شخص. وتقتضي التشريعات الصينية
أن يوفر جميع أصحاب العمل، من القطاعين العام والخاص، فرص عمل
للمعوقين بنسبة تصل إلى 1.5 في المائة على الأقل. ولكن، تفضل بعض
الشركات دفع غرامات لتجنب توظيف هذه النسبة من الأشخاص، بحسب محامية
التوظيف في كونزين للقانون، سيندي تشانغ.
ويجدر بالذكر، أن بعض أقزام المملكة رفضوا الخروج إلى العالم الذي
ينظر إليهم بعين السخرية، فيما تحدى البعض الآخر نفسه، وتمكن من
الحصول على وظائف جديدة، ولكن المشاكل تطاردهم أينما ذهبوا.