دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قام المستثمر الدولي، ورجل الأعمال البريطاني، ومؤسس مجموعة "فيرجين غروب" السير ريتشارد برانسون، برحلة في المملكة العربية السعودية لزيارة بعض المواقع المذهلة، والتي تستعد المملكة لإستثمارها بحسب رؤية 2030، وذلك بعدما فتحت السعودية أبوابها أمام السياحة العالمية والاستثمار الأجنبي.
وأصبح برانسون الذي قام بزيارة هذه المواقع، أول مستثمر دولي يلتزم بالمشاركة في مشروع البحر الأحمر، وفي منطقة المعلا-مدائن صالح، وهو موقع رئيسي آخر لتطوير السياحة المحلية والدولية، بحسب ما ذكر مركز التواصل الدولي التابع لوزارة الإعلام السعودية.
وتضمنت زيارة برانسون الجزر الساحلية الطبيعية لمشروع البحر الأحمر والذي أُعلن عنه مؤخراً، بالإضافة إلى أطلال مدائن صالح، وهي إحدى المواقع المدرجة ضمن قائمة "اليونيسكو" للتراث العالمي. وتُعتبر هذه الأطلال بمثابة امتداد جنوبي لمملكة الأنباط، الذين نحتوا الصخور بهدف بناء مدينة بترا التاريخية.
وتعقيباً على الزيارة، قال برانسون، وفقاً لما نقله مركز التواصل الدولي التابع لوزارة الإعلام السعودية: "هذا زمن مثير، بشكل لا يصدق، في تاريخ البلاد، ولطالما شعرت أن لا شيء يضاهي الحصول على انطباع مباشر،" مضيفاً أن "من المثير جداً أن هذا الجانب من المملكة العربية السعودية بدأ يظهر إلى النور. وهذا أمر رائع لجذب الزوار ليكتشفوا جَمَال المملكة العربية السعودية، ويتعرّفوا على شعبها أيضاً."
ويُذكر، أن مشروع البحر الأحمر، هو عبارة عن بحيرة ساحلية تتضمن حوالي 50 جزيرة طبيعية تمتد على ساحل غير مأهول يبلغ طوله أكثر من 150 كيلومتراً، وستصبح هذه المنطقة النائية البعيدة عن المراكز الحضرية في المملكة، منتجعاً للسياح في الداخل والخارج على حد سواء، وتتمتع بمستوى المنتجعات المشهورة من حول العالم. وسيتضمن المشروع منتجعات فاخرة، ومحميات طبيعية، وبراكين خامدة تحت الماء على مساحة تبلغ 34 ألف كيلومتر مربع.
ولفتت المناظر الطبيعية إنتباه برانسون أثناء زيارته، إذ قال "لقد دهشت بجمال المناظر الطبيعية، ولدى الوقوف على الجزر، يمكننا رؤية السلاحف وهي تسحب نفسها داخل وخارج الماء لوضع بيضها، بينما تسبح بجانبها سمكة شعاع النسر وعروس البحر،" مضيفاً: "أتوقع أن يحافظ الموقع على وضعه لعقود مقبلة إذا ما توفرت الحماية الصحيحة."
وسيقوم صندوق الإستثمارات العامة والذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بضخ الإستثمارات الأولية في المشروع وإطلاق الشراكات مع الشركات الدولية بهدف البدء في تنمية فنادق المنتجع والمرافق الأخرى، وذلك بحسب ما أعلن مركز التواصل الدولي التابع لوارة الإعلام السعودية.
ويُعتبر تكوين الشراكات بين القطاعين العام والخاص من ركائز رؤية 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وخفض اعتماد البلاد على النفط.
وعلى بعد أقل من 250 كيلومتراً من منطقة المنتجع، يقع الموقع القديم لمدائن صالح، حيث المقابر الضخمة المنحوتة في الصخور الصلبة في البيئة الصحراوية، والتي ترافقها تشكيلات مذهلة من الحجر الطبيعي المنحوت.
وذكر مركز التواصل الدولي التابع لوزارة الإعلام السعودية، أن "قطاع السياحة والضيافة هو أحد قطاعات الإقتصاد السعودي والذي تعتبره رؤية 2030 من القطاعات سريعة النمو، وذلك لكونه قطاعاً يستهدف خلق فرص عمل كثيرة ويساهم في تنويع اقتصاد البلاد، حيث من المتوقع أن يولد مشروع البحر الأحمر حوالي 35 ألف فرصة عمل، بينما ستُقام في مدائن صالح- العلا، فنادق وخدمات دعم جديدة."
وتجدر الإشارة بحسب مركز التواصل الدولي، إلى أن زيارة برانسون تمهد الطريق نحو استقطاب المزيد من السياح الأجانب والمستثمرين لاكتشاف عجائب الطبيعة والإنسان في هذه البلاد العصرية، والتعرف إلى أراضيها القديمة، ومع خبرته العالمية في مشاريع ريادة الأعمال، وقدرته على استكشاف إمكانات الاستثمار، فأنه يمهد الطريق أمام المزيد من السياح الأجانب والمستثمرين للتوجه الى المملكة العربية السعودية كوجهة تستحق الاستثمار فيها، وزيارتها أيضاَ.