دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن بعض السياح سابقاً لم يضعوا المملكة العربية السعودية ضمن جدول عطلتهم الخاصة، إلا أن الحكومة السعودية تعمل جاهدة لتغيير ذلك.
وترحب المملكة العربية السعودية بملايين الحجاج المسلمين الذين يأتون إلى مكة سنوياً، وتستعد أيضاَ لجذب شريحة أوسع من السياح.
وقال رئيس اللجنة السعودية للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان لـCNN، إن "الأهداف تتمثل بالأشخاص الذين يرغبون في تجربة هذا البلد وعظمته،" مضيفاً أن "السعودية تعتزم إطلاق التأشيرات السياحية في العام 2018،" وخصوصاً أن تأشيرات الدخول سابقاً كانت تقتصر على الوافدين بهدف العمل أو لزيارة أماكنها المقدسة.
ويُعتبر جذب السياح بمثابة محور أساسي لخطة البلاد للحد من اعتمادها على النفط. وتهدف السعودية إلى جذب 30 مليون زائر سنوياً بحلول العام 2030، مقارنة بـ 18 مليون زائر في العام 2016، بهدف أن تبلغ إيرادات السياحة السنوية 47 مليار دولار في العام 2020.
وتحقيقاً لهذه الغاية، أُعلن عن عدة مشاريع طموحة في الأشهر القليلة الماضية، إذ تخطط السعودية لبناء منتجعات على بعد 100 ميل من الساحل الرملي للبحر الأحمر، وتهدف إلى فتح متنزه سيكس فلاغس (سيكس) بحلول عام 2022. وقد جذبت مبادرة البحر الأحمر الملياردير ريتشارد برانسون أثناء جولته الأخيرة في المملكة، والتي تضمنت زيارة لمدائن صالح، والمدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وكشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود الإصلاح الاقتصادي، النقاب عن خطط لبناء مدينة بقيمة 500 مليار دولار تمتد عبر حدود المملكة العربية السعودية إلى مصر والأردن.
وقال مدير الأبحاث في "يورومونيتور" نيكولا كوسوتيتش: "تتمتع المملكة العربية السعودية بإمكانيات سياحية هائلة نظراً لدرجة الحرارة المناسبة، والتراث التاريخي والثقافي، والجمال الطبيعي، والحياة البحرية الغنية،" مضيفاً أن "السعودية محاطة ببلدان غير مستقرة سياسياً، حيث يُسيطر الهاجس الأمني."
ويُعد الوضع الأمني من أكبر التحديات التي تواجه حلم السياحة السعودي، وخصوصاً أن وزارة الخارجية الامريكية أصدرت الثلاثاء، تحذيراً جديداً من السفر إلى السعودية.
وحذرت الولايات المتحدة من "النظر بعناية في مخاطر السفر الى السعودية"، بسبب التهديدات الأمنية، إذ قالت وزارة الخارجية الاميركية إن "التهديدات الإرهابية مستمرة في جميع أنحاء السعودية، بما في ذلك المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والظهران ويمكن ان تحدث هجمات بدون سابق إنذار في أي مكان".
ويُذكر، أن السعودية فرضت لعقود، قواعد إسلامية صارمة ترتبط بقوانين اللباس والفصل بين الجنسين، بالإضافة إلى عدم توفر الكثير من مناطق الجذب الترفيهية. كما تُحظر دور السينما والمسارح العامة.
وكانت السعودية قد استضافت أول حفل موسيقي لها هذا العام، ولكن الرجال فقط سُمح لهم بالحضور.
وتعهد ولي العهد السعودي بالقضاء على "الايديولوجيات المتطرفة" والعودة الى "الإسلام الأكثر اعتدالا"، وترافق ذلك مع تخفيف بعض القيود.
ورُفع الحظر عن قيادة النساء، وسيُسمح لهن العام المقبل بدخول الأماكن الرياضية، فيما اختلط الرجال والنساء في مؤتمرات ضخمة نُظمت هذا العام.
وأشار كوسوتيتش إلى أنه "إذا تمكنت السعودية من تنظيم حملات ترويجية ذكية تركز على قوتها ومعالجة بعض القضايا الأمنية المتصورة، فمن الممكن أن تستفيد من سوق السفر الإقليمي الواسع، بالإضافة إلى جذب بعض المسافرين الأوروبيين".
وقال الأمير سلطان بن سلمان: "لقد تأخرنا بذلك. جاءت القرارات متأخرة. والتمويل كان متأخراً. ودول أخرى، خصوصاً في الخليج، زادت مستوى التحدي لجذب السعوديين بشكل أكبر."