دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – "الرجل الذي يحرك جبلاً، يبدأ بنقل الحجر الصغير،" هذا ما قاله الفيلسوف الصيني كونفوشيوس، وهو المثل ذاته الذي اعتمد عليه رائد الأعمال الصيني ما دادونغ عندما قرر نقل منازل قرية قديمة كاملة وغابة كافور من مسقط رأسه في محافظة جيانغشي إلى ضواحي شانغهاي، عبر مسافة تخطت 700 كيلومتر.
قد يعجبك أيضا.. افتتاح فندق جليدي مستوحى من فيلم "صراع العروش"
وعمل ما على مدى أكثر من 15 عام على نقل 50 منزلاً يعود إلى حضارتي مينغ وتشينغ، فضلاً عن نقل 10 آلاف شجرة، يُعتقد أن بعضاً منها تخطى عمرها الألف عام.
وقد افتتح مؤخراً الموقع الجديد بحلة مختلفة، كفندق فاخر يحمل اسم "آمان يانغيون،" أي "السحابة المنعشة."
وكان ما داودونغ الذي يُعتبر من أصحاب المليارات في الصين قد قام بزيارة، مسقط رأسه مجدداً بعد غياب طويل في العام 2002، ليكتشف خطط الحكومة ببناء خزان "لياو فانغ" والذي هو مشروع سيغمر القرية القديمة وأشجار الكافور في جيانغشي تحت الماء.
ويقول ما داودونغ: "شيئاً ما بداخلي قال لي أن أنقذ كل شيء من منطقة بناء الخزان. في ذلك الوقت كنت أعرف أن هذا هو القرار الصحيح، ولكن لم يكن لدي أي هدف محدد أو أي قرار حاسم حول ما سأفعله بالمنازل والأشجار."
وكان ما داودونغ حينها، قد باع شركة إعلاناته، ما وفر له الموارد المالية للبدء في مهمة الإنقاذ، رغم أنه لا يزال يرفض الإعلان عن تكلفة المشروع تماماً، ويكتفي بالتأكيد بأنه كلّف ملايين الدولارات.
قد يهمك أيضا.. صور لأشجار زيتون ليست باسبانيا..بل بالسعودية
ويشرح ما داودونغ أن المشروع تحول إلى تجربة غنية، حيث أنه كان هناك الكثير من القضايا غير المتوقعة التي نشأت مع تطوره، مضيفاً: "كانت العملية كلها أشبه بحفر بئر، فأنت لا تعرف كم عمق المياه بالضبط، ولكنك متأكد من أنك ستصل إليها إذا واظبت على أعمال الحفر."
وتألف كل منزل من حوالي 100 ألف قطعة من الحجر، كان لا بد من تفكيكها بعناية للحفاظ عليها. ولذا، عيّن ما داودونغ مجموعة حرفيين بلغ عددهم أكثر من 200 شخص، كانوا يفهمون جميعهم أسرار التقنيات التقليدية المستخدمة في الأبنية القديمة، التي لا يعرفها اليوم الجيل الجديد من عمّال البناء في الصين.
كما وظّف أيضاً اختصاصيين بزراعة الأشجار، اهتموا ببناء طرق وجسور جديدة تتسع لشاحنات نقل الأشجار الكبيرة، التي بلغ طولها حوالي 20 متراً ووزن أثقلها 80 طناً.
وبحلول العام 2005، كان قد نقل ما داودونغ جميع الأشجار ومنازل القرية إلى أحد ضواحي شانغهاي، دون أي خطط لما سيفعله بها بعد ذلك، سوى أنه سيحتفظ بها في مستودع كبير حتى يقرر خططه المقبلة.
وفي العام 2011، وقّعت سلسلة فنادق أمان اتفاقاً مع ما داودونغ لتحويل منازل قرية جيانغشي القديمة، التي بلغ عمرها ما بين 300 و500 عام، إلى منتجع، وحديقة عامة تحوي أشجار الكافور.
وأيضا.. قرع الطبول محرم على نساء كينيا.. ليس في قاموس هذه المرأة الجريئة!
تعرّفوا إلى مشروح حفظ الآثار المميز هذا، في معرض الصور أعلاه: