دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما اُكتشف العام الماضي تمثال ضخم لفرعون في حي المطرية المصري، الذي كان في السابق مدينة هليوبوليس القديمة، استقبلته الصحافة برحابة صدر على أنه تمثال تصويري للملك رمسيس الثاني العظيم، أحد أشهر حكّام مصر القديمة.
ولكن، بالنسبة للكثيرين، أصبح الأمر بمثابة خيبة أمل عندما أشار نقش صغير مكتشف على العمود الخلفي للتمثال، أنه ينتمي في الواقع إلى الملك باسمتيك الأول، وهو فرعون أقل شهرة، حكم بعد ستة قرون من رمسيس، بين العامين 664 و610 قبل الميلاد.
خيبة الأمل هذه لم تكن كذلك بالنسبة لعلماء الآثار، الذين يشيرون إلى أن هوية التمثال تجعل اكتشافهم أكثر إثارة، إذ بعد تجميع 11 ألف قطعة مبعثرة، تمكنت البعثة المصرية الألمانية المسؤولة عن عمليات التنقيب والحفريات، من تقدير وتحديد الحجم الأصلي للقطعة الفنية العملاقة، وبالتالي إنتاج تمثال ثلاثي الأبعاد لإعادة بناء التمثال الأصلي.
وبحسب حساباتهم، فإن تمثال باسمتيك الأول، بلغ طوله 26 قدماً، ووقف بوضعية جعلت ذراعه اليمنى تمتد أمام جسمه.
وكان قد أنتج أول تمثال ملكي عملاق، حجمه يفوق الحجم الطبيعي، خلال حكم السلالة الـ12 بين العامين 1938 و1756 قبل الميلاد، ولكن هذا النوع من الفن بلغ ذروته خلال السلالة الـ19، أي خلال حكم رمسيس الثاني بين العامين 1292 و1190 قبل الميلاد.
وهذا ما يجعل من تمثال باسمتيك العملاق، قطعة أثرية نادرة ومميزة
جداً، بحسب قول مارشا هيل، منسقة المعارض وخبيرة الآثار المصرية في
قسم علم الآثار في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك.