دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اشتهرت أذربيجان قديماً بتجارة الحرير والتوابل. وعلى مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا، كان طريق الحرير هو الشبكة التجارية التي تربط الشرق بالغرب. وفي القرن التاسع عشر، كانت مدينة شاكي بمثابة مركز عالمي لصناعة الحرير. فما هو حال هذه المدينة الأذربيجانية الساحرة؟
اليوم، تُعد مدينة "شاكي" من أجمل مدن أذربيجان، بشوارعها المرصوفة بالحصى، ومبانيها التي تعود إلى العصور الوسطى. وقد كانت المدينة التاريخية بعيدة عن رادار السياح مؤخراً، إلا أن إدراجها ضمن قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي في يوليو/ تموز هذا العام، سيضعها على الخريطة العالمية من جديد.
وفي أعالي جبال القوقاز، المحمية من العالم بواسطة الجبال المغطاة بالغابات، يتوقف المارة من التجار مع مواشيهم المحملة بالسلع في طريقهم إلى مدينتي "تبليسي" أو "باكو" للمبيت في إحدى خانات المدينة الخمسة.
وكانت تلك النزل تنتشر على طول طريق الحرير. واليوم، يستطيع السياح الاستراحة في خانات أصلية تعود للقرن الثامن عشر، والتي تُعرف اليوم بفندق "Yukhari Karavansarai".
وتقع قلعة صغيرة بمدخل خشبي أصلي في منتصف الطريق في مدينة شاكي التاريخية.
وفي الداخل، يوجد ممر مكون من طابقين من الأقواس حول فناء مركزي هادئ، حيث كان التجار يربطون الإبل في السابق، ولكنه الآن يحتوي على الأشجار ومقاعد للجلوس.
وتقع غرف الضيوف في الطابق الأول، ويعود تاريخ المفروشات إلى الحكم السوفييتي في البلاد. حيث تبدأ أسعار الإقامة من حوالي 18 دولاراً في الليلة، وهو سعر ضئيل للغاية لتجربة تاريخية أصيلة كهذه.
ولا حاجة لمكيف الهواء في فصل الصيف بسبب تصميم المبني من الطوب المقوس والنوافذ الصغيرة، ولكن الشتاء هناك قد يكون بارداً قليلاً.
وهناك خيارات أخرى أكثر فخامة للإقامة في المدينة لأولئك الذين يرغبون في زيارة الخانات. ويستطيع السياح استكشاف الفناء خلال ساعات النهار بين وقت الظهيرة حتى الساعة 7 مساء، بينما يمكن للضيوف المقيمين أن يأتوا في الصباح والمساء.
وعلى بعد خطوات قليلة من أعلى التل، يقع قصر شاكي خان وهو أشهر معالم الجذب السياحي في مدينة شاكي، الذي حكم هذه الزاوية من القوقاز من عام 1743 وحتى عام 1819.
بُني القصر المكون من طابقين في أواخر القرن الثامن عشر، ويتميز بتصميم داخلي وخارجي مزخرف بشكل مذهل.
واستخدمت العديد من المواد المتنوعة، من الخشب الروسي، والزجاج الفرنسي المعشق، والسيراميك العثماني، بالإضافة إلى المرايا الإيرانية جميعاً في بناء هذه التحفة الرائعة والمتميزة.
وتُغطى الواجهة بجزء كبير من فسيفساء الزجاج الألوان، تُعرف باسم "شبيكي"، وهي مبنية بدون مسامير أو غراء. ويمكن العثور على أمثلة لفن "شبيكي" في جميع أنحاء مدينة شاكي.
وفي الداخل، يوجد 6 غرف مغطاة بالكامل بلوحات جدارية تصور الزهور، والحيوانات، والمعارك، بالإضافة إلى مشاهد الصيد.
وربما يكون الغزو الروسي في أوائل القرن التاسع عشر قد وضع حداً للخانات، لكن القصر المُصمم بدقة وحدائقه الخلفية الهادئة، بقي صامداً لإمتاع أجيالٍ من الزوار على مدى العصور.
وتتمتع مدينة شاكي بتاريخ طويل من التنوع الديني، بوجود العديد من الكنائس والمساجد في المنطقة.
وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من المدينة، تقع كنيسة "كيش"، التي اكتمل تأسيسها في القرن الأول الميلادي، واُستُخدمت مؤخراً بمثابة كنيسة ألبانية قوقازية، وهي واحدة من أقدم الكنائس في أذربيجان.
كما توجد متاجر للهدايا التذكارية التي تنتشر في شوارع "شاكي" الرئيسية، وتوفر منتجات كالسيراميك، والساموفار، بالإضافة إلى الأوشحة المصنوعة من الحرير.
أما بالنسبة للطعام المحلي، فهناك حساء "بيتي"، وهو حساء من مرق اللحم الكثيف ويؤكل مع الخبز. وهناك أيضاً الحلاوة الطحينية، اللزجة المصنوعة من السكر والمكسرات، التي يتقن إعدادها متجر "علي أحمد" للحلويات.