دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لدى زيارتك لهذا المتحف في العاصمة باكو، ستضرب عصفورين بحجر واحد، فلن تقوم بالرجوع بالزمن إلى الوراء إلى تاريخ أذربيجان فقط، بل ستسنح لك فرصة التجول بين زوايا قصرٍ فاخر كان ينتمي إلى بارون نفط ثريّ!
وافتتح متحف التاريخ الأذربيجاني الوطني في باكو في عام 1920، وما يميزه هو تواجده داخل القصر السابق لمليونير شهير في أذربيجان، أي بارون النفط زين العابدين تقييف.
وفي حديثه عن المتحف، قال رئيس قسم العلاقات الدولية في المتحف، إمين داداشوف إن "القصر الفاخر الذي بناه تقييف وسط باكو أضاف عناصر جديدة إلى عمارة المدينة".
وأثناء زيارته، لن تتجه عيناك إلى الهيكل الخارجي المبهر للقصر فقط، فهو يتضمن الكثير من القطع الأثرية المثيرة للاهتمام، بالإضافة إلى غرف بتفاصيل فاخرة تنم عن ذوق رفيع المستوى.
ومع أنه كان مليونيراً، وصاحب حقول نفط، وصاحب العديد من المبادرات الخيرية، إلا أن بداية حياة تقييف كانت بسيطة، إذ أنه كان "رجلاً أمياً ومن عائلة فقيرة "، وكان والده صانع أحذية أرسله ليتعلم مهنة نحت الحجارة، وفقاً لما قاله داداشوف.
وبعد ادخاره للأموال، قرر تقييف الاستثمار في المجال الذي كان يدر أكبر قدر من الأرباح في نهاية القرن التاسع عشر، أي صناعة النفط.
ويتجسد نجاح تقييف في عمله عبر إنتاج شركته لبعض الأعوام كميات أكبر للنفط بالمقارنة مع شركة "Nobel Brothers"، والتي كانت تُعتبر المنتج الرئيسي للنفط في باكو، حسب ما قاله داداشوف.
ويتضمن المتحف قطع معروضة تعكس التاريخ من العصور القديمة إلى العصر الحديث للشعب الأذربيجاني. وفي الوقت الحالي، يحتضن المتحف أكثر من 300 ألف قطعة.
ورغم وجود الأروقة الواسعة التي تتضمن مختلف المعروضات التاريخية، لا يزال باستطاعة المرء رؤية ما كانت عليه الحياة في هذا القصر الفخم في المتحف التذكاري الخاص بتقييف الموجود في المبنى ذاته.
ورُممت الغرف، والممتلكات الشخصية، والأثاث في المتحف التذكاري من قبل متخصصين، وأشار داداشوف إلى أنهم استطاعوا استعادة المظهر السابق للغرف بعد الاستعانة بألبوم صور يعود لعائلة تقييف.
ويمكن للمرء أن يبدأ رحلته إلى الماضي في مكتب المليونير الأذربيجاني المعروف بجماله. ومن مكتبه، سترحب بك القاعة الشرقية، والتي تعرض الحلي القديمة والفاتنة.
ومن المستحيل ألا تتجه عيناك إلى سقف القاعة الشرقية، فهي تتزين بآيات من القرآن، وقال داداشوف إنه "تم استخدام 9 كيلوغرامات من الذهب لهذه النقوش والزخارف".
ويتضمن المتحف أيضاً أدوات مائدة مزخرفة مصنوعة من الفضة كانت عبارة عن هدية من أمير بخارى آنذاك.
ويُشير الموقع الرسمي لأكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية أن القصر يجمع بين أساليب معمارية متنوعة، فصممت واجهته المتناظرة على طراز عمارة عصر النهضة الإيطالي، بينما صممت غرفة الطعام على نمط الباروك الفلمنكي.
ومن الجدير بالذكر أن المتحف سيحتفل بالذكرى المئوية لإنشائه في عام 2020.