دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد تكون إضافة السكر إلى الشاي من أكثر الأشياء الاعتيادية التي يقوم بها المرء في حياته اليومية. ولكن في أذربيجان، قد يفتح هذا الفعل الصغير الأبواب لصفحة جديدة في حياة شخصين معاً، فكيف ذلك؟
وهناك العديد من التقاليد المثيرة للاهتمام المحبوكة في الثقافة الأذربيجانية، ويمكن للمرء أن يلاحظ ذلك من خلال تعرفه إلى عادات وتقاليد الزواج الخاصة في البلاد.
وأّكد على ذلك الأكاديمي شاهين مصطفاييف الذي يشغل منصب نائب مدير معهد الدراسات الشرقية في أكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية، إذ قال في حديث لموقع CNN بالعربية إنه يمكن للشخص أن يرى العديد من العادات والتقاليد الرئيسية في البلاد، إذ أنها تُطبق بعناية وصولاً إلى يومنا الحالي.
لا سكر؟ لا زفاف
وقد يكون تقليد مرتبط بمرحلة طلب الزواج من أكثر التقاليد إثارةً للاهتمام في أذربيجان. وفي هذا التقليد، يوضع السكر في الشاي كرمز للموافقة على الزواج.
وعندما يأتي أهل العريس إلى منزل العروس لتقديم طلب الزواج، يُعد عدم القبول في الزيارة الأولى من التقاليد الأذربيجانية. وبعدها، يستطيع أهل العريس الزيارة والمحاولة من جديد، وشرح مصطفاييف أن زيارتهم وإصرارهم يدل على نواياهم الجدية في طلب يد العروس.
وأضاف الأكاديمي قائلاً: "من التقليدي زيارة منزل العروس 7 مرات. وبعد ذلك، يوافق أهل العروس على الزواج عادةً".
وأشار مصطفاييف إلى أن الشعب الأذربيجاني هو شعب مضياف للغاية، فقال: "نحن دائماً نقوم بتحضير المائدة عندما يأتي الضيوف إلى منزلنا. والحالة الوحيدة التي لا نقدم فيها الشاي هي مرحلة البحث عن الشريك المناسب"، ثم أضاف: "إذا تم إعطاء الموافقة، يُقدم الشاي الحلو".
وعندما تتم الموافقة، ينادي الوالد العروس إلى الغرفة ليطلب منها تقديم الشاي الحلو إلى الضيوف.
ما الذي يرمز إليه السكر عند الرغبة في الزواج في أذربيجان؟
وأشار مصطفاييف إلى أن ما يسمونه بـ"الشاي الحلو" له اسم تقليدي في أذربيجان، وهو "شاي بلون مزدوج".
وهو يُقدم بطريقة خاصة يبقى فيها الماء في أسفل كأس الشاي التقليدي على شكل فاكهة الكمثرى، والذي يُدعى "أرمودو"، بينما يبقى الخليط في الأعلى. وهما لا يمتزجان.
وبعد الموافقة على الزواج، يتم خلط الشاي، ويمتزج اللونان مع بعضهما البعض، ويرمز ذلك إلى "اتحاد عائلتين"، وفقاً لمصطفاييف.
وترمز حلاوة المشروب إلى المستقبل "الحلو" الذي ينتظر العروس والعريس.