دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في زحمة الحياة وروتينها اليومي، قد ينسى ويتغافل بعض الأشخاص عن أماكن، تحمل بين زواياها قصصاً وحكايا مختلفة، لتجدها أخيراً بين صفحات الماضي والذكريات.
ربما تعثر على صور عديدة لمركز تسوق قديم، أهمله الناس بسبب إنشاء مراكز تسوق أخرى أكثر عصرية، ولكن، ربما لن تعرف أن هذا المركز قد كان في يوم من الأيام شديد الزحام ويضج بالحياة.
وبدوره، قرر المصور الكويتي، عبدالرؤوف مراد، أن يستخدم عدسة كاميرته، بغية توثيق تراث الكويت العمراني ومبانيها التاريخية في أطر صور مختلفة.
في نهاية عام 2018، زار مراد مجمع الصوابر السكني، وهو أحد المجمعات السكنية الضخمة التي بنتها حكومة الكويت بالثمانينيات، لإسكان المواطنين بالعاصمة.
وبعد أن تجول المصور الكويتي في المجمع المهجور، التقط مئات الصور التي توثق عمارة البناء وذكرياته، وقال مراد خلال حديثه مع موقع CNN بالعربية: "لم يطل الأمر حتى قامت الدولة بهدم مجمع الصوابر السكني، رغم وجود مطالب وقضايا تُطالب بوقف الهدم".
كانت لهذه التجربة دور في توعية المصور الكويتي حول أهمية توثيق الإرث العمراني بالبلاد، مما دفعه إلى القيام بجولات مختلفة يرصد فيها عمارة الكويت وتفاصيلها التراثية.
وفي الماضي، كانت العمارات مشيدة من مواد بسيطة، مثل الطين والأخشاب المستوردة، ولكن شهدت الكويت تطوراً عمرانياً كبيراً، في أواخر أربعينيات القرن الماضي، وذلك حين تم إدخال عناصر العمارة العربية والإسلامية إلى البناء.
ولم يخل عمل المصور الكويتي من التحديات، أبرزها صعوبة الحصول على المعلومات المطلوبة، بسبب قلة الأبحاث والكتب التي تدور حول عصر النهضة العمرانية بالبلاد.
وتبقى سلسلة مجمع الصوابر الفوتوغرافية هي الأقرب إلى قلب مراد، وذلك بسبب اندماجه مع قصص وذكريات الأشخاص التي دُونت على جدران المجمع السكني، بالإضافة إلى رؤية أغراضهم الشخصية، التي تركوها وراءهم عند إخلاء المكان.
وسيستمر مراد في رصد الإرث المعماري وتوثيقه، مع تسليط الضوء على بعض الأنشطة والصناعات الهامة والفنون الجميلة، التي قد يغفل بعض الأشخاص عن وجودها.