دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في صحراء الإمارات، تارة تجد سفينة مهجورة ترقد بين رمالها الذهبية، وتارة تجد منزلاً ريفياً مصنوعاً من الخشب، كان قد تركه أصحابه منذ زمن.. حتماً ستتفاجأ بهذه الصور وسترغب فوراً في البحث عن مكانها لرؤيتها على أرض الواقع.
ولكن، تمهل قليلاً! لن يستطيع أي شخص الوصول إلى هذا المكان، فهو من وحي الخيال، ويستطيع الحالمون فقط بلوغه، على حد قول المصور المصري من أصول سورية، سامي العلبي.
في مهمة بحث واستكشاف المواقع، قرر المصور المصري زيارة جميع مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة، حتى استطاع رصد بعض المناظر الطبيعية، التي يمكن تصويرها مع النجوم والجبال والصحاري والطرق والسيارات.
وبعد بحث مطول، أراد العلبي كسر القواعد والتفكير خارج الصندوق، حتى توصل أخيراً إلى فكرة سلسلة فوتوغرافية، تحمل اسم "The Land of Nowhere"، أي "أرض اللامكان".
وبمجرد رؤيتك لمشروع العلبي الفوتوغرافي، ستطرح على نفسك ألف سؤال وسؤال، معتقداً للوهلة الأولى أن صوره حقيقية. وبسبب اتباعه لتقنيات محددة، ستلاحظ أن الوهم يمكن أن يبدو في بعض الأحيان واقعياً وغير زائف.
وبين العامين 2017 و2018، التقطت هذه السلسلة الفوتوغرافية بمواقع متعددة بالإمارات العربية المتحدة ، على رأسها وادي شوكة، وصحاري دبي وأبوظبي.
ويتطلب بناء المجسمات الواقعية فترة طويلة من الوقت، إذ بدأ العلبي في جمع البلاستيك والخشب والأشجار الصغيرة وغيرها. وبعد زيارته لعدد من الورش الفنية في الأحياء القديمة، صادف المصور المصري فناناً بولاية كنساس الأمريكية، كان يملك متجراً صغيراً، واستطاع مساعدة العلبي في العثور على ما يريد.
وكان اختيار المجسمات، التي تتناسب مع المناظر الطبيعية، أمراً ممتعاً بالنسبة للمصور المصري، إذ حرص بدوره على وضع كل ما يمكنه حمله من هذه القطع الصغيرة في سيارة الدفع الرباعي الخاصة به، ليباشر أخيراً في عملية التصوير.
ولم يخل مشروع العلبي الفوتوغرافي من التحديات، حيث أوضح: "تصوير المجسمات هو عملية دقيقة وصعبة، فالمكان الأمثل لتصويرها عادة يكون في الاستديو، ولكن ما بالك إذا قمت بتصويرها بالظلام الحالك في الطبيعة".
ويقول المصور: "لا تخف من التفكير بطريقة مغايرة، فالتفكير خارج الصندوق وكسر النمطية وإضافة الأفكار والمفاهيم إلى التصوير الفوتوغرافي هو ما يميزك عن الآخرين.. لا تريد أن تكون ذلك المصور الذي يهدف إلى شراء المعدات وتعلم الإعدادات فقط".
ويعمل المصور المصري اليوم على مشروع فني، يحمل عنوان "السموات والأرض"، الذي يأخذ المشاهد في رحلة زمنية عبر وديان وصحاري الإمارات، من جنوبها إلى شمالها.
ويعكس هذا العمل الفني التنوع الجميل في التكوينات الجيولوجية البديعة، وطبيعة الأرض المختلفة، تحت الأجرام السماوية.