شركة بدبي تجعل الصحراء "تزهر" والأراضي الرطبة تتزايد

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اختار حكام جائزة الآغا خان للعمارة مزيجاً مثيراً للاهتمام من الفائزين هذا العام، وهو يتضمن مركز واسط للأراضي الرطبة في الشارقة، بالإمارات العربية المتحدة.

ويتوسط مركز واسط للأراضي الرطبة، والتي صُممت من قبل شركة العمارة في دبي "X-Architects"، مشروع ترميم طموح لتحويل منطقة جرداء إلى نظام بيئي مزدهر، ووجهة شهيرة بين الزوار.

وقال الحكام إن المشروع سيكون سابقة قوية تُشجع على التطوير وتأثيراته المنخفضة على البيئة في الوقت ذاته، في منطقة "تُعرف بميلها للسير في الاتجاه المعاكس".

 التمازج مع الطبيعة

مركز واسط للأراضي الرطبة بالإمارات.. وجهة مثيرة لعشاق السياحة البيئية
أصبح مركز واسط للأراضي الرطبة نقطة جذب لمراقبي الطيور والباحثين. ويسمح جداره الشفاف تماماً للزوار بأن يكونوا جزءاً من البيئة الطبيعية للطيور. Credit: Nelson Garrido/X-Architects

وكان موقع الأراضي الرطبة، والذي بلغت مساحته 20 فداناً، يُعرف بكونه بمثابة أرض غير مأهولة، وعلى مدى العقدين الماضيين، نُظفت المنطقة وحُولت إلى بيئة ملائمة لمجموعة من الأنواع النباتية والحيوانية.

استصلاح الأراضي الجرداء 

مركز واسط للأراضي الرطبة بالإمارات.. وجهة مثيرة لعشاق السياحة البيئية
بدأت عملية تأهيل النظام البيئي التالف في عام 2005، إذ تمت إعادة زراعة 35 ألف شجرة. Credit: Nelson Garrido/X-Architects

وصُمم هذا المركز حتى يُتيح للجمهور الإماراتي إلقاء نظرة نادرة على مشهد الأراضي الرطبة داخل بيئة صحراوية.

واستخدم المصممون التضاريس الطبيعية لجعل مباني المركز تبدو مغمورة وغير بارزة بين الحياة البرية.

وقال المؤسس المشارك لـ"X-Architects"، فريد إسماعيل: "تمحورت الفكرة حول خفض التدخل من جانبنا"، مضيفاً أن الجانب المعماري من المركز بُني كـ"عامل لمساعدة تجديد الطبيعة، بدلاً من فرض الشكل المبني عليها".

وأشار إسماعيل إلى أنه مع مرور الوقت، ستبدأ الطبيعة بـ"السيطرة على الموقع لتخلق بنية خاصة بها".

مركز واسط للأراضي الرطبة بالإمارات.. وجهة مثيرة لعشاق السياحة البيئية
مركز واسط للأراضي الرطبة، في الإمارات العربية المتحدة من الأعلى. Credit: X-Architects / Nelson Garrido (photographer)

ويتضمن المركز عدة منصات لمراقبة الطيور تتناثر فوق الأراضي الرطبة، وهي مموهة لتسمح بمشاهدة الطيور عن قرب.

وبدأت عملية ترميم الموقع في أوائل عام 2000 عندما قام حاكم الشارقة، سلطان بن محمد القاسمي، بإجراء مسح لاستكشاف إمكانات دعم الحياة البرية.

وعندما وجد المسح أن الموقع جذب أعداد كبيرة من الطيور رغم أنها تتمتع ببرك راكدة، أعطى حاكم الشارقة الأمر بتطويره  في عام 2007.

وأدت العملية البطيئة إلى زيادة هائلة في التنوع البيولوجي، مع تكاثر النباتات، والحشرات، وأنواع الطيور بسرعة.

ويزعم المركز اليوم أنه عبارة عن موطن لـ350 نوعاً من الطيور، مع زيارة ما يصل إلى 100 نوع من الطيور المهاجرة له، وفقاً لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة.

وأصبح الموقع وجهة شهيرة للسياحة البيئية والرحلات المدرسية.

الأراضي الرطبة

ورغم التحديات الناتجة عن مناخ دولة الإمارات، والذي يتصف بقلة هطول الأمطار، يبدو أن مجال ترميم الأراضي الرطبة والحفاظ عليها ستكون نتيجته ايجابية.

ومركز واسط للأراضي الرطبة هو واحد من المواقع التي طورتها هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة في الأعوام الأخيرة، بما في ذلك محمية خور كلباء في الساحل المقابل.

وفي المجموع، تضم دولة الإمارات 10 مواقع ضمن قائمة اتفاقية الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية "رامسار". 

وتتضمن محمية رأس الخور للحياة البرية في دبي، ومحمية حتا الجبلية التي تمت إضافتها مؤخراً، ومحمية الوثبة للأراضي الرطبة بالقرب من أبوظبي.

مركز واسط للأراضي الرطبة بالإمارات.. وجهة مثيرة لعشاق السياحة البيئية
صورة لطيور فلامنغو وردية وهي تطير في محمية رأس الخور للحياة البرية في ضواحي دبي، بالإمارات. Credit: KARIM SAHIB/AFP/AFP/Getty Images

وعادةً، تعتمد مواقع كهذه على التدخل البشري من ناحية إمدادات المياه بسبب المناخ.

 

     

نشر