دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند النظر إلى هذه الصور، سترى الكثير من المساحات الخالية التي تتسم ببساطتها. وقد يصعب عليك تصديق أن هذه الصور التُقطت في العاصمة الإماراتية أبوظبي، التي تتسم بالصخب والحيوية التي تسيطر على مختلف زواياها اليوم. ولذلك، ما هي الفكرة التي كانت في بال المصور فيليب تشونغ عندما قام بتوثيق هذه الصور؟
والتُقطت هذه الصور المصور الكندي فيليب تشونغ كجزء من سلسلة فوتوغرافية بعنوان "The Edge".
وفي هذه السلسة، يقوم تشونغ، الذي سبق أن عاش في أبوظبي لعامين، بـ"معاينة الديناميكية بين المناظر الطبيعية، والنشاط، والتوسع على طول ساحل الإمارات العربية المتحدة".
علاقة الهوية الإماراتية القوية بالساحل
ومع أنه انتقل إلى أبوظبي لأول مرة في أواخر عام 2007، إلا أن المصور بدأ هذا المشروع في عام 2014، لينتهي منه في عام 2017.
وأتى وحي هذا المشروع من التغير الذي نتج عنه اكتشاف النفط قبالة سواحل أبوظبي منذ أكثر من 50 عاماً، وفقاً لتشونغ، فقال: "مر الخط الساحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة الذي يبلغ طوله ألف و300 كيلومتر، بالإضافة إلى مدنها، وبلداتها، بتغيرات كبيرة".
وأكد المصور على ذلك قائلاً: "إنه ينمو بشكل متنوع من حيث الشكل، والوظيفة، مع تغيير الصناعة، والسياحة، والترفيه لنطاق وإيقاع البيئة الطبيعية والمبنية".
وأما عن السبب وراء تركيزه على توثيق تطورات الساحل بشكل محدد، فينسب تشونغ ذلك إلى المكانة الكبيرة له في الهوية الإماراتية، وشرح قائلاً: "ترتبط الهوية الثقافية والإجتماعية للإمارات العربية المتحدة بساحلها بشكل خاص، والذي لعب دوراً حاسماً في تنمية الأمة".
وبحسب ما قاله المصور، كان الساحل بمثابة مصدر دخل وطريقة للتواصل بين الإمارات وبقية العالم، وكان ذلك عن طريق الشحن، وصيد الأسماك في البداية، إلى استكشاف صناعة النفط والسياحة الساحلية حالياً.
تطورات في المشهد الاجتماعي أيضاً
وخلال الفترة التي قضاها تشونغ في أبوظبي في عام 2007، أشار المصور إلى أن الساحل كان لا يزال طور الإنجاز، وكانت جزيرة الريم، وجزيرة ياس، وجزيرة السعديات لا تزال مواقع بناء فقط.
وأكّد المصور: "لقد كان وقتاً مشوقاً لأكون هناك وأشهد التحول".
ومع ذلك، يؤكد الكندي أن التطورات في البلاد لا تقتصر على ظهور العديد من الهياكل المادية فقط، إذ أنها تتضمن تغيرات كبيرة في المشهد الاجتماعي أيضاً.
وشرح المصور ذلك قائلاً: "الأجيال الإماراتية الشابة تعود من التعليم في الخارج لتقدم وجهات نظر جديدة للسكان المحليين، والأعمال التجارية، والحكومية".
ويرى المصور أن الدولة تتأثر من ناحية جمالية بعقود من التطور الأساسي، وحركة الهجرة، إضافةً إلى أنماط حياة الأفراد الذين يقومون بالبناء والتصميم فيها، ثم قال: "ما يُثير الاهتمام في الإمارات العربية المتحدة هو السرعة التي تتطور وتتكيف بها. إنه مكان لا مثيل له في الشرق الأوسط".