دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- على أوتار عود محمد عبد الوهاب، الذي لقب بموسيقار الأجيال، عُزفت أعذب الألحان الطربية التي مازال يستمتع الكثيرون بها في مصر والشرق الأوسط إلى يومنا هذا. وبمجرد أن تطأ قدماك عتبة متحف عبد الوهاب، ستشعر وكأنك انتقلت في رحلةٍ عبر الزمن، إلى زمن الطرب الأصيل.
وتميز الموسيقار والمطرب الراحل محمد عبد الوهاب بفكره الموسيقي المبتكر، لذا ما زالت أغانيه وألحانه تعيش بوجدان الشعوب وخصوصاً في العالم العربي.
ويقول المصور المصري محمد صالح لموقع CNN بالعربية إنه حرص على توثيق متحف عبد الوهاب بالكامل، ووثق بعض أبرز القطع الخاصة بمسيرة موسيقار الأجيال مثل آلة العود، وعصا قيادة الأوركسترا، وغرفة الموسيقى التي تحتوي على آلة البيانو، وكرسيه الخشبي المتحرك، ومكتبه، وجهاز الراديو الخاص به، بالإضافة إلى جائزة الإسطوانة البلاتينية.
وتعد الإسطوانة البلاتينية، التي حصل عليها عبدالوهاب عام 1978 تكريماً لمسيرته الفنية الطويلة، بمثابة أول تكريم لفنان عربي من هذا النوع، وتشكل اليوم أحد أبرز مقتنيات المتحف الخاص به.
كما حرص صالح على توثيق تمثال نصفي من البرونز لمحمد عبد الوهاب، لعبد العزيز صعب، والذي يبرز ملامح عبد الوهاب بإتقان.
وافتتح متحف عبد الوهاب، الذي يجسد مراحل حياة موسيقار الأجيال، بتاريخ 4 يونيو/حزيران عام 2002، ويقع داخل المعهد العالي للموسيقى العربية بشارع رمسيس في قلب العاصمة، القاهرة.
ويوضح صالح أن الفنان الراحل محمد عبد الوهاب يمثل له ولجيله قيمة كبيرة، إذ كان يتمتع بحضور قوي من خلال أدائه التمثيلي وشخصيته الموسيقية. ويستمتع صالح بالاستماع إلى ألحانه، ويقول إن أوبريت "الوطن الأكبر"، الذي لحنه عبدالوهاب، هو من أحب الأغنيات إلى قلبه.
ويضم متحف عبد الوهاب عدة قاعات، إحداها تحمل اسم "قاعة الذكريات"، وتنقسم إلى جناحين، الأول يسلط الضوء على نشأة الفنان محمد عبد الوهاب، وأولى خطواته نحو عالم الموسيقى العربية والسينما المصرية، وعلاقته بكبار الفنانين، بالإضافة إلى الجوائز والتكريمات التي حصل عليها.
أما الجناح الثاني فيضم عدداً من الغرف الخاصة بمنزله مثل غرفة نومه، ومكتبه الخاص، ومجموعة من قطع الأثاث المفضلة لديه، بالإضافة إلى بعض متعلقاته الشخصية.
كما يخصص المتحف قاعة للاستماع والمشاهدة تضم مكتبة كاملة لأعمال عبد الوهاب من موسيقى، وأغانٍ وألبومات.
وهناك أيضاً قاعة للسينما تحتوي على أعمال محمد عبد الوهاب السينمائية، وتُعرض للزوار عبر شاشات خاصة.
ومنذ لحظة دخوله إلى متحف عبد الوهاب، شعر صالح بمدى أهمية هذه الشخصية المصرية، وأن أجواء المتحف التي تمتزج بموسيقى عبد الوهاب "تشعرك وكأنك تعيش الماضي بكل تفاصيله الجميلة"، بحسب ما قاله.
ويضيف صالح أنه استمتع كثيراً بتوثيق هذه التجربة الخاصة عن قرب.