دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الانقباض والرهبة، مشاعر تسيطر على زوار القبور، ولكن هل تتصور وجود مقابر تبعث في نفوس زوارها الراحة والانبهار، تلك هي المشاعر التي ستنتابك لدى زيارتك لمقابر الجالية اليونانية بالإسكندرية.
وداخل مقابر الجالية اليونانية بمنطقة الشاطبي في الإسكندرية، ستشعر وكأنك سافرت عبر الزمن إلى أثينا بوجود تماثيل الملائكة التي تجعل من المكان أشبه بمتحف مفتوح عوضاً عن كونه مكان لدفن الأموات، بحسب ما يرى البعض.
ويقول المصور المصري عمرو أبو زيد، إن رحلته لزيارة مقابر الجالية اليونانية بالإسكندرية جاءت ضمن إحدى رحلات التصوير الجماعية التي يخوضها مع أصدقائه، لاكتشاف جمال الإسكندرية والتعريف بها من خلال الصور الفوتوغرافية.
ويوضح أبو زيد أنه لطالما كان المكان يشد انتباهه فور دخوله إلى منطقة الشاطبي بالإسكندرية، إذ يبرز جماله من خلف أسواره.
وبالاستفسار من أحد أصدقائه عن طبيعة المكان خلال زيارته الأخيرة، اتضح لأبو زيد أن الموقع ليس عبارة عن مقابر عادية، وإنما هي مقابر تعود للجالية اليونانية، وتُعرف كذلك باسم "مقابر اللاتين"، مما أثار فضوله ودفعه لزيارة واستكشاف جمال الموقع من الداخل، بحسب ما قاله.
وأشار أبو زيد إلى أن الملفت في تصميم المقابر أنها مستوحاة من الحضارتين اليونانية والأوروبية من حيث شكلها ومنحوتاتها الرخامية.
ويقول أبو زيد إن الانطباع العام أثناء التجول بالمكان، يمنحك الشعور بأنك متواجد في أثينا.
وعن تاريخ المقابر، توصل أبو زيد إلى أن مؤسس مصر الحديثة، محمد علي باشا، منح قطعاً من الأراضي إلى الجالية اليونانية لإقامة مقابر للموتى، باعتبارهم جزء أصيل من المجتمع في الاسكندرية، وأن هذه المقابر تضم رفات العديد من الشخصيات اليونانية البارزة.
ومن بين أبرز مشاهير الجالية اليونانية الذين يرقدون تحت تراب هذه المقابر، الشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس، ويعد من أهم شعراء اليونان المعاصرين.
وتنقسم المقابر إلى جزئين، الأول هو المقبرة العامة لأبناء الجالية اليونانية والذين ماتوا في الحروب، أما الثاني فيضم مقبرة لكبار العائلات اليونانية، مثل المقبرة العائلية الخاصة بالشاعر اليوناني المعروف كفافيس.
ويصف أبو زيد المكان بأن له سحر خاص، وأنه منحه شعوراً بالهدوء والراحة النفسية، كما أنه انبهر بمناظر التماثيل الرخامية المتنوعة، ودقة التفاصيل المنحوتة بها.
وتتميز المقابر بطرازها الإغريقي لتماثيل مجنحة منحوتة على هيئة ملائكة حول المقبرة والتي تخلق مناظر بديعة تبرزها مقارنة بأي مقابر أخرى في مصر.
ويقول أبو زيد إنه "شيء يصعب وصفه من روعة جماله، بالفعل كانت أشبه برحلة عبر الزمن".