دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في هذه الأروقة، لن ترى مساحات مصقولة ولامعة إلى درجة المثالية، ولكن، سترى بدلاً من ذلك تفاصيل مزخرفة تتربع على جدران مقشرة، وتحمل كل طبقة منها قصة من زمنٍ مختلف. وإذا حالفك الحظ، قد ترى قطةً تأخذ قيلولة في زاويةً ما.. تعرّف إلى الغرف المنسية لبنسيونات القاهرة.
ورغم أن كريم الحيوان يعمل كمهندس معماري داخلي، إلا أن شغفه قاده ليبحر في مجال الفن البصري والتصوير الفوتوغرافي.
وبدأ المصور، الذي يتخذ من القاهرة مقراً له، في تطوير تصويره الفوتوغرافي في عام 2011 بين شوارع القاهرة، كونها برأيه "بوتقة انصهار" و"وانعكاس صادق لمدينة حضرية متنامية باستمرار"، وفقاً لما قاله المصور في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
ويمكن للمرء أن يرى شغفه للقاهرة خلال مشروع "غرف منسية".
غرف منسية تحمل قصص الماضي
وبدأ مشروع "غرف منسية"، الذي يعطينا لمحة عن البنسيونات التي تتواجد في قلب القاهرة، عندما أراد المصور استكشاف وسط البلد بالقاهرة في ضوء مختلف، فقال: "تُعتبر غالبية المباني، التي عكست في السابق مجد حقبة ماضية، مشغولة من قبل المكاتب، أو المستودعات، أو مهجورة، وينتهي يومها بشكل طبيعي بعد انتهاء ساعات العمل".
وأضاف المصور: "يترك هذا الأمر البنسيونات بمثابة النبض المتبقي في وسط البلد ليلاً".
وفي حديثه عن الفرق بين البنسيونات والفنادق، قال المصور إن الاختلاف يكمن في "الحميمية".
وتأتي الأجواء البيتوتية لبنسيونات مصر من مصادر متعددة، مثل عدد الغرف التي تكون أقل من الفنادق، وتذكر رواد البنسيون لإسمك، بالإضافة إلى الموقع والقيمة التاريخية.
وأشار المصور إلى أنه في بعض الأحيان "تجوب القطط الضالة بعض المباني القديمة".
جوهر ثقافي متعدد الطبقات
ولدى الإقامة في إحدى الغرف في بنسيونات القاهرة، أو التجول بين ردهاتها، سيلاحظ المرء ألواناً مختلفة من الجماليات، والتي تتواجد في جدرانها المقشرة، وتفاصيلها المزخرفة، إضافةً إلى المساحات التي تم تجديدها، وتلك التي حوفظ عليها كما هي، والمساحات الأخرى التي تتميز بتفاصيلها الرديئة.
ويؤكد الحيوان أن هذه المساحات تعكس وبقوة تنوع النسيج الإجتماعي الذي يبقى قريباً من الماضي، بحسب تعبيره.
ورغم أنه يمكن للمرء ملاحظة أن البنسيونات أصبحت أقل شعبية، إلا أن ذلك لا يعني أنها تحظى بعدد رواد أقل، إذ شرح المصور أنها "لا تزال تحظى بإعجاب من المسافرين الذين يختارون ما هو أصلي، والزبائن المعتادين بسبب الراحة التي توفرها".
واستغرق العمل على هذا المشروع عاماً واحداً، ونُشر المشروع لاحقاً كجزء من المجموعة الأولى لسلسلة كتب "Photobook Egypt".