دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— اكتشف باحثون أحافير لأصابع زعانف السمكة، وهي التي تشبه اليد، إذ ملأ هذا الاكتشاف الفراغ بين مراحل تطور الحياة في المياه وعلى الأرض.
ومنذ حوالي 374 مليون سنة، بدأت تتحول الحياة على الأرض من تحت المياه إلى أن تظهر على اليابسة، ما أدى إلى ظهور رباعيات الأطراف أو الفقاريات ذات الأطراف الأربعة، والتي تشمل الديناصورات، والحيوانات البرية، والبشر أخيراً.
ويعتبر العلماء هذا التحول من أهم الأحداث في تاريخ الحياة على الأرض.
لكن السجل الأحفوري حول التطور من الحياة البحرية إلى البرية قليل. لذلك، ركز الباحثون جهودهم على أسماك رباعية الأرجل، وهي تُعرف باسم elpistostegalians، إذ عاشت بين 359 و 393 مليون سنة مضت خلال الفترات الوسطى والمتأخرة من العصر "الديفوني".
وكشفت الأشعة المقطعية لهيكل سمكة، يبلغ طولها 5 أقدام في مقاطعة كيبيك الكندية، عن وجود جزأين يشبهان الأصابع، إضافة إلى وجود ثلاثة آخرين من المحتمل تشابهما مع الأصابع.
كما وجد الباحثون أيضاً ذراعًا ومرفقًا وساعدًا ومعصمًا مرتبطًا بأجزاء تشبه الأصابع.
وقال جون لونج، وهو مؤلف الدراسة والأستاذ الإستراتيجي في علم الحفريات، بجامعة "فلندرز" في أستراليا: "نعلن اليوم، في مجلة Nature، عن اكتشافنا لعينة كاملة من أسماك تشبه رباعيات الأطراف، تعرف باسم Elpistostege، والتي تكشف عن معلومات جديدة غير عادية حول تطور اليد الفقارية".
"هذه المرة الأولى التي اكتشفنا فيها بشكل مؤكد عن وجود أصابع داخل الزعانف"، مضيفاً أن هذه الأجزاء تشبه عظام الأصابع الموجودة في أيدي معظم الحيوانات".
وقال ريتشارد كلوتييه، وهو مؤلف مشارك في الدراسة وأستاذ في جامعة كيبيك في ريموسكي: "كشفت الدراسة أيضاً عن هيكل عظم العضد، والذي يظهر أيضاً سمات تتشارك مع البرمائيات المبكرة".
وأضاف: "ليس بالضرورة أن يكون نوع Elpistostege هو بداية أسلافنا، لكنه الأقرب إلى كونه من الأحافير الانتقالية، وهو وسيط بين الأسماك ورباعيات الأطراف".
وفي وقت سابق، درس الباحثون هذه الأسماك التي تشبه رباعيات الأطراف، بغية فهم كيفية تكيف المخلوقات مع التنفس والسمع والأكل على الأرض، عند خروجها من الماء.